الكتاب: دليل الحيران علی مورد الظمآن في فني الرسم والضبط 254 عدد الصفحات: 301 المؤلف/المؤلفون: ابراهیم بن احمد المارغنی التونسی، زکریا عمیرات
This is where your will put whatever you like...
زیادة فی إبعاد کل من اللفظین من الآخر، ولذلک فرقوا بینهما فی اللفظ أیضاً بالتفخیم فی لفظ الجلالة والترقیق فی الآخر. واعلم أن الذی عندهم هو ما ذکرناه من أَن الذی قصد به الفرق إنما هو ترک الإلحاق فی لفظ الجلالة، وأما الإلحاق فی اللات فقد جاء علی الأصل. وظاهر کلام الناظم یقتضی العکس، وأن إِلحاق اللات هو الذی قصد به الفرق ولیس کذلک. وقوله «خطاً» فی الشطر الثانی بخاء معجمة بمعنی کتب، والضمیر المستتر فیه عائد علی «اللات» و «فرقاً» مفعل لأجله علة لـ «خُطّا». ثم قال:
(۵۹۰) وَأَلْحقَــنْ أَلِفَــی إِدَّارَأْتُــمُ
وَالْیَـاءَ مِنْ إِیلاَفِهِمْ وَتَرْسُمُ
(۵۹۱) ثَــانِیَ نُنَجی یُوسُفٍ وَالأَنْبِیَا
حَمْــرَا وَأَوَّلاَ بِبَــابِ حَیی
(۵۹۲) وَاخْتِیرَ تَرْکُ لَحْقِ تُئْوِی رُءْیَا
........................................
ذکر هنا ستة أشیاء یلحق الحرف المحذوف منها بالحمراءِ اتفاقاً فی أربعة منها، وعلی غیر المختار فی اثنین والمختار فیهما ترک الإلحاق. وهذه الأشیاء الستة بعضها حذف منه الألف وهو (فادارأْتم) فی «البقرة» وبعضها حذف منه الیاء وهو (إیلافهم) فی سورة «قریش» وباب (حیی) وبعضها حذف منه النون وهو (ننجی) فی «یوسف» و «الأنبیاء» وبعضها حذف منه الواو وهو (تئوی) و (رءیا) فأشار إلی حکم (فادارأتم) فی «البقرة» بقوله «وألحقن ألفی ادارأتم» وألفاه هما التی بعد الدال وهی ألف تفاعل والتی بعد الراء وهی صورة الهمزة. وقد قدم فی الرسم حذف الألفین وأمر هنا بإلحاقهما معاً یعنی اتفاقاً. ولا إشکال فی إلحاق التی بعد الدال لأنها مما حذف من الوسط اختصاراً. وذکر حکمها مع کونه معلوماً من قوله «وألحقن ألفاً توسطا» البیت. خوفاً من توهم عدم إلحاقها لو اقتصر علی ذلک إلحاق الثانیة، وأما الألف التی بعد الراء فکان حقها أن لا تلحق بل یکتفی عنها بنقطة الهمزة فی موضعها کما هو عند الجمهور فی غیر (فاداراتم) مما همزته ساکنة مفتوحة ما قبلها وذلک (اطمئْننتم) و (امتلئْت) إذا قلنا بحذف صورة الهمزة منهما، وکأَنهم لما رأَوا فی (فادرأتم) تکرار الحذف جعلوا الإلحاق جبراً لذلک. وسکت عن (اطمأْننتم) و (امتلئت) مع أنه قدم فی باب الهمز من الرسم الخلاف فی حذف صورة الهمزة منها، إما لأنه یختار إثبات الصورة فیهما وهو المعمول به کما قدمناه، أو لأنه یختار فیهما عدم الإلحاق بناء علی حذف الصورة.
ثم أشار إلی حکم (إیلافهم) فی سورة «قریش» بقوله «والیاء من إیلافهم». فقوله و «الیاء» منصوب بالعطف علی ألفی (ادارأْتم) أی وألحقن الیاء من (إیلافهم) باتفاق. وقد قدم فی الرسم حذفها وصفة إلحاقها کصفة رسمها لو کانت ثابتة وهو أن تجعل بعد الألف الذی هو صورة الهمزة یاء حمراء متصلة باللام بعدها. وخالف اللبیب فقال: إن
زیادة فی إبعاد کل من اللفظین من الآخر، ولذلک فرقوا بینهما فی اللفظ أیضاً بالتفخیم فی لفظ الجلالة والترقیق فی الآخر. واعلم أن الذی عندهم هو ما ذکرناه من أَن الذی قصد به الفرق إنما هو ترک الإلحاق فی لفظ الجلالة، وأما الإلحاق فی اللات فقد جاء علی الأصل. وظاهر کلام الناظم یقتضی العکس، وأن إِلحاق اللات هو الذی قصد به الفرق ولیس کذلک. وقوله «خطاً» فی الشطر الثانی بخاء معجمة بمعنی کتب، والضمیر المستتر فیه عائد علی «اللات» و «فرقاً» مفعل لأجله علة لـ «خُطّا». ثم قال:
(۵۹۰) وَأَلْحقَــنْ أَلِفَــی إِدَّارَأْتُــمُ
وَالْیَـاءَ مِنْ إِیلاَفِهِمْ وَتَرْسُمُ
(۵۹۱) ثَــانِیَ نُنَجی یُوسُفٍ وَالأَنْبِیَا
حَمْــرَا وَأَوَّلاَ بِبَــابِ حَیی
(۵۹۲) وَاخْتِیرَ تَرْکُ لَحْقِ تُئْوِی رُءْیَا
........................................
ذکر هنا ستة أشیاء یلحق الحرف المحذوف منها بالحمراءِ اتفاقاً فی أربعة منها، وعلی غیر المختار فی اثنین والمختار فیهما ترک الإلحاق. وهذه الأشیاء الستة بعضها حذف منه الألف وهو (فادارأْتم) فی «البقرة» وبعضها حذف منه الیاء وهو (إیلافهم) فی سورة «قریش» وباب (حیی) وبعضها حذف منه النون وهو (ننجی) فی «یوسف» و «الأنبیاء» وبعضها حذف منه الواو وهو (تئوی) و (رءیا) فأشار إلی حکم (فادارأتم) فی «البقرة» بقوله «وألحقن ألفی ادارأتم» وألفاه هما التی بعد الدال وهی ألف تفاعل والتی بعد الراء وهی صورة الهمزة. وقد قدم فی الرسم حذف الألفین وأمر هنا بإلحاقهما معاً یعنی اتفاقاً. ولا إشکال فی إلحاق التی بعد الدال لأنها مما حذف من الوسط اختصاراً. وذکر حکمها مع کونه معلوماً من قوله «وألحقن ألفاً توسطا» البیت. خوفاً من توهم عدم إلحاقها لو اقتصر علی ذلک إلحاق الثانیة، وأما الألف التی بعد الراء فکان حقها أن لا تلحق بل یکتفی عنها بنقطة الهمزة فی موضعها کما هو عند الجمهور فی غیر (فاداراتم) مما همزته ساکنة مفتوحة ما قبلها وذلک (اطمئْننتم) و (امتلئْت) إذا قلنا بحذف صورة الهمزة منهما، وکأَنهم لما رأَوا فی (فادرأتم) تکرار الحذف جعلوا الإلحاق جبراً لذلک. وسکت عن (اطمأْننتم) و (امتلئت) مع أنه قدم فی باب الهمز من الرسم الخلاف فی حذف صورة الهمزة منها، إما لأنه یختار إثبات الصورة فیهما وهو المعمول به کما قدمناه، أو لأنه یختار فیهما عدم الإلحاق بناء علی حذف الصورة.
ثم أشار إلی حکم (إیلافهم) فی سورة «قریش» بقوله «والیاء من إیلافهم». فقوله و «الیاء» منصوب بالعطف علی ألفی (ادارأْتم) أی وألحقن الیاء من (إیلافهم) باتفاق. وقد قدم فی الرسم حذفها وصفة إلحاقها کصفة رسمها لو کانت ثابتة وهو أن تجعل بعد الألف الذی هو صورة الهمزة یاء حمراء متصلة باللام بعدها. وخالف اللبیب فقال: إن
من 301