الكتاب: دليل الحيران علی مورد الظمآن في فني الرسم والضبط 93 عدد الصفحات: 301 المؤلف/المؤلفون: ابراهیم بن احمد المارغنی التونسی، زکریا عمیرات
This is where your will put whatever you like...
بنون واحدة مضمومة وتشدید الجیم، وکذا حفص فی «یوسف». وقیدهما بالسورتین دفعاً لتوهم إرادة المفتتح بغیر النون نحو (ننجیکم من عذاب ألیم) [۱۰] فی «الصف» ، أو توهم اندراج المشدد الجیم نحو (ننجیک ببدنک) [یونس: ۹۲] لا للاحتراز إذ لم یقع (ننجی) مفتتحاً بنونین ثانیتهما ساکنة إلا فی السورتین المذکورتین. وعلم أن مراده بالنون المحذوفة من (ننجی) هی النون الثانیة لا الأولی من تعلیله الحذف بالإخفاء المشار إلیه بقوله «للإخفاء» أی لإخفاء النون فی الجیم، وإنما یخفی الساکن والساکن هنا هو النون الثانیة.
وحاصل التعلیل الذی أشار إلیه أن الجیم لما کانت من الحروف التی تخفی عندها النون الساکنة قراءة وکان الإخفاء قریباً من الإدغام، حذفت النون المخفاة فی (ننجی) من الرسم کما حذفت النون المدغمة من الرسم فی نحو (عم یتساءلون) [النبأ: ۱]. و (مم خلق) [الطارق: ۵]. و (عما کنتم). و (لن نجمع). و (ألا تعلوا) فإذا ضبطت (ننجی) فی السورتین ألحقت النون الساکنة بالحمراء وأعرایتها من علامة السکون وأعریت الجیم من علامة التشدید کم ذکره الدانی.
واعلم أن الناظم سکت عن حذف النون الثانیة من (لننظر کیف تعملون) [۱۴] فی سورة «یونس» ومن (لننصر رسلنا) [۵۱] فی سورة «غافر» وقد ذکرهما الشیخان معاً بالخلاف وکان وجه سکوته عنهما وهو تضعیف الشیخین لحذف النون فیهما، وبإثبات نونهما جری العمل. وأما (تأمنا) من قوله تعالی (مالک لا تأمنا) [۱۱] فی سورة «یوسف» فقد أجمع کتاب المصاحف علی رسمها بنون واحدة وفیها وجهان لنافع وغیره من القراء السبعة: أحدهما إدغام النون الأولی وهی آخر الفعل فی النون الثانیة وهی أول الضمیر المنصوب إدغاماً تاماً مع الإشمام. والوجه الآخر الإخفاءُ ألی الروم وعلیه أکثر أهل الأداء. فعلی الوجه الأول ـ وهو الإدغام التام ـ لا حذف فی (تأمنا) لأن الإدغام التام لا یتأتی الا بعد تسکین أول المثلین فیرجع رسمها إلی باب (آمنا) ، وعلی الوجه الثانی ـ وهو الإخفاءُ ـ ففی (تأمنا) حذف النون الأولی من الرسم کما صرح به الشیخان، وقد سکت الناظم هنا علی حذفها علی وجه الإخفاء وأشار إلی ذلک فی الضبط بقوله «ونون تأمنا إذا الحقته» البیت. وسنزید قراءَتها ورسمها بیاناً فی فن الضبط عند شرح هذا البیت مع بیان کیفیة ضبطها علی الوجهین إن شاء الله. وقوله «والنون» بالنصب مفعول لفعل محذوف تقدیره حذف، و «کل» فاعل بالفعل المحذوف وهو مضاف فی التقدیر إلی کتاب المصاحف أی وحذف کل کتاب المصاحف النون من (ننجی) و «اللإخفاء» متعلق بالفعل المحذوف. ثم قال:
بنون واحدة مضمومة وتشدید الجیم، وکذا حفص فی «یوسف». وقیدهما بالسورتین دفعاً لتوهم إرادة المفتتح بغیر النون نحو (ننجیکم من عذاب ألیم) [۱۰] فی «الصف» ، أو توهم اندراج المشدد الجیم نحو (ننجیک ببدنک) [یونس: ۹۲] لا للاحتراز إذ لم یقع (ننجی) مفتتحاً بنونین ثانیتهما ساکنة إلا فی السورتین المذکورتین. وعلم أن مراده بالنون المحذوفة من (ننجی) هی النون الثانیة لا الأولی من تعلیله الحذف بالإخفاء المشار إلیه بقوله «للإخفاء» أی لإخفاء النون فی الجیم، وإنما یخفی الساکن والساکن هنا هو النون الثانیة.
وحاصل التعلیل الذی أشار إلیه أن الجیم لما کانت من الحروف التی تخفی عندها النون الساکنة قراءة وکان الإخفاء قریباً من الإدغام، حذفت النون المخفاة فی (ننجی) من الرسم کما حذفت النون المدغمة من الرسم فی نحو (عم یتساءلون) [النبأ: ۱]. و (مم خلق) [الطارق: ۵]. و (عما کنتم). و (لن نجمع). و (ألا تعلوا) فإذا ضبطت (ننجی) فی السورتین ألحقت النون الساکنة بالحمراء وأعرایتها من علامة السکون وأعریت الجیم من علامة التشدید کم ذکره الدانی.
واعلم أن الناظم سکت عن حذف النون الثانیة من (لننظر کیف تعملون) [۱۴] فی سورة «یونس» ومن (لننصر رسلنا) [۵۱] فی سورة «غافر» وقد ذکرهما الشیخان معاً بالخلاف وکان وجه سکوته عنهما وهو تضعیف الشیخین لحذف النون فیهما، وبإثبات نونهما جری العمل. وأما (تأمنا) من قوله تعالی (مالک لا تأمنا) [۱۱] فی سورة «یوسف» فقد أجمع کتاب المصاحف علی رسمها بنون واحدة وفیها وجهان لنافع وغیره من القراء السبعة: أحدهما إدغام النون الأولی وهی آخر الفعل فی النون الثانیة وهی أول الضمیر المنصوب إدغاماً تاماً مع الإشمام. والوجه الآخر الإخفاءُ ألی الروم وعلیه أکثر أهل الأداء. فعلی الوجه الأول ـ وهو الإدغام التام ـ لا حذف فی (تأمنا) لأن الإدغام التام لا یتأتی الا بعد تسکین أول المثلین فیرجع رسمها إلی باب (آمنا) ، وعلی الوجه الثانی ـ وهو الإخفاءُ ـ ففی (تأمنا) حذف النون الأولی من الرسم کما صرح به الشیخان، وقد سکت الناظم هنا علی حذفها علی وجه الإخفاء وأشار إلی ذلک فی الضبط بقوله «ونون تأمنا إذا الحقته» البیت. وسنزید قراءَتها ورسمها بیاناً فی فن الضبط عند شرح هذا البیت مع بیان کیفیة ضبطها علی الوجهین إن شاء الله. وقوله «والنون» بالنصب مفعول لفعل محذوف تقدیره حذف، و «کل» فاعل بالفعل المحذوف وهو مضاف فی التقدیر إلی کتاب المصاحف أی وحذف کل کتاب المصاحف النون من (ننجی) و «اللإخفاء» متعلق بالفعل المحذوف. ثم قال:
من 301