الكتاب: دليل الحيران علی مورد الظمآن في فني الرسم والضبط 270 عدد الصفحات: 301 المؤلف/المؤلفون: ابراهیم بن احمد المارغنی التونسی، زکریا عمیرات
This is where your will put whatever you like...
المعول» أی جعل الطرف الأول صورة للهمزة هو المعول علیه. ثم قال:
(۶۰۷) وَمَـدَّهُ إِن کَانَ مَا یُمَــدُّ
لأجْلِ هَمْزٍ کَائِنٍ مِنْ بَعْدُ
أشار فی هذا البیت إلی الحکم الثانی من الأحکام الأربعة وهو بیان محل المد من لام ألف فقال: و «مده» أی ومد أول من لام ألف هو المعول علیه، فالضمیر فی قوله و «مده» عائد علی «أول» فی قوله «وهمز أول هو المعول» و «مد» مبتدأ خبره محذوف دل علیه ما قبله. والمعنی إن جعل الطرف الأول من لام ألف محل المد فی نحو (الإخلاء) و (لا إله إلا الله) هو المعول علیه وهو مفرع علی مذهب الخلیل الذی هو المختار، وأما جعل الطرف الثانی محل المد فهو خلاف المعول علیه وهو مفرع علی مذهل الأخفش وأشار بقوله «إن کان ما یمد» الخ. إلی أن شرط وضع المد علی المحل الذی یوضع فیه من لام ألف أن یکون الألف المعانق اللام ممدوداً لأجل همز بعده کما فی المثالین السابقین، فإن لم یمد المعانق مع تأخر الهمز نحو (ألا إلی الله) فی أحد الوجهین لقالون، فلا یوضع المد علیه. فإن کان الهمز قبل الألف المعانق نحو (ءلاتیة) فمن ذهب إلی مده لورش مداً مشبعاً فإنه یوضع المد فی مذهبه، وکأن الناظم لم یعتبر هذا المذهب لضعفه عنده ولهذا اقتصر علی تأخر الهمز، والظاهر أن «ما» فی قوله «ما یمد» زائدة. ثم قال:
(۶۰۸) إِذْ أْصْلُهُ حَرْفَانِ نَحْوَ یَا وَمَا
فَظُفِرَا خطًّا کَمَا قَدْ رُسِمَا
أشار هنا إلی تعلیل ما قدمه من أن همز الأول من لام ألف ومده هو علیه، وهذا التعلیل الذی أشار إلیه فی هذا البیت ذکره الدانی وغیره حجة لاختیار مذهب الخلیل المتقدم المتفرع علیه ما قدمه الناظم. قال الدانی: عامة أهل النقط متقدمهم ومتأخرهم علی اختیار مذهب الخلیل. واحتجوا بأن هذا اللفظ کان فی الأصل لاماً ممطوطة بعدها ألف هکذا «لـا» کما هو الشأن فی نحو «یا» و «ما» مما هو علی حرفین، فاستقبحت العرب ذلک فی لام ألف لاستواء طرفیه ومشابهته لخط الأعاجم فغیروا صورته وخسنوها بأن ظفروا الحرفین فأمالوا کل واحد منهما فأدخلوه فی الآخر وأخرجوه حتی لم یبق إلا شیء یسیر منه بقیة الدارة أسفله، فرجع بسبب ذلک الأول ثانیاً والثانی أولاً کما هو الشأن فی کل مظفور أن یصیر یمینه یساراً ویساره یمیناً. قال: ولذلک کان کل من أَتقن الکتابة یبتدیء فی رسم الألف بالأیسر، ویری أن أن الابتداء بالأیمن جهل إذ هو کمن ابتدأ قبل المیم فی نحو «ما قال». وما ذهب إلیه الأخفش من أن الطرف الثانی هو الألف رعیاً للفظ غیر صحیح اهـ. وبکلام الدانی هذا یتضح ما ذکره الناظم فی هذا البیت. وقد رد الدانی مذهب الأخفش وانتصر له بعض المحققین ولکن العمل علی مذهب الخلیل وعلی
المعول» أی جعل الطرف الأول صورة للهمزة هو المعول علیه. ثم قال:
(۶۰۷) وَمَـدَّهُ إِن کَانَ مَا یُمَــدُّ
لأجْلِ هَمْزٍ کَائِنٍ مِنْ بَعْدُ
أشار فی هذا البیت إلی الحکم الثانی من الأحکام الأربعة وهو بیان محل المد من لام ألف فقال: و «مده» أی ومد أول من لام ألف هو المعول علیه، فالضمیر فی قوله و «مده» عائد علی «أول» فی قوله «وهمز أول هو المعول» و «مد» مبتدأ خبره محذوف دل علیه ما قبله. والمعنی إن جعل الطرف الأول من لام ألف محل المد فی نحو (الإخلاء) و (لا إله إلا الله) هو المعول علیه وهو مفرع علی مذهب الخلیل الذی هو المختار، وأما جعل الطرف الثانی محل المد فهو خلاف المعول علیه وهو مفرع علی مذهل الأخفش وأشار بقوله «إن کان ما یمد» الخ. إلی أن شرط وضع المد علی المحل الذی یوضع فیه من لام ألف أن یکون الألف المعانق اللام ممدوداً لأجل همز بعده کما فی المثالین السابقین، فإن لم یمد المعانق مع تأخر الهمز نحو (ألا إلی الله) فی أحد الوجهین لقالون، فلا یوضع المد علیه. فإن کان الهمز قبل الألف المعانق نحو (ءلاتیة) فمن ذهب إلی مده لورش مداً مشبعاً فإنه یوضع المد فی مذهبه، وکأن الناظم لم یعتبر هذا المذهب لضعفه عنده ولهذا اقتصر علی تأخر الهمز، والظاهر أن «ما» فی قوله «ما یمد» زائدة. ثم قال:
(۶۰۸) إِذْ أْصْلُهُ حَرْفَانِ نَحْوَ یَا وَمَا
فَظُفِرَا خطًّا کَمَا قَدْ رُسِمَا
أشار هنا إلی تعلیل ما قدمه من أن همز الأول من لام ألف ومده هو علیه، وهذا التعلیل الذی أشار إلیه فی هذا البیت ذکره الدانی وغیره حجة لاختیار مذهب الخلیل المتقدم المتفرع علیه ما قدمه الناظم. قال الدانی: عامة أهل النقط متقدمهم ومتأخرهم علی اختیار مذهب الخلیل. واحتجوا بأن هذا اللفظ کان فی الأصل لاماً ممطوطة بعدها ألف هکذا «لـا» کما هو الشأن فی نحو «یا» و «ما» مما هو علی حرفین، فاستقبحت العرب ذلک فی لام ألف لاستواء طرفیه ومشابهته لخط الأعاجم فغیروا صورته وخسنوها بأن ظفروا الحرفین فأمالوا کل واحد منهما فأدخلوه فی الآخر وأخرجوه حتی لم یبق إلا شیء یسیر منه بقیة الدارة أسفله، فرجع بسبب ذلک الأول ثانیاً والثانی أولاً کما هو الشأن فی کل مظفور أن یصیر یمینه یساراً ویساره یمیناً. قال: ولذلک کان کل من أَتقن الکتابة یبتدیء فی رسم الألف بالأیسر، ویری أن أن الابتداء بالأیمن جهل إذ هو کمن ابتدأ قبل المیم فی نحو «ما قال». وما ذهب إلیه الأخفش من أن الطرف الثانی هو الألف رعیاً للفظ غیر صحیح اهـ. وبکلام الدانی هذا یتضح ما ذکره الناظم فی هذا البیت. وقد رد الدانی مذهب الأخفش وانتصر له بعض المحققین ولکن العمل علی مذهب الخلیل وعلی
من 301