الكلمة: ءَاَنذَرتَهُم السورة: البقرة الآية: 6
ءَاَنذَرتَهُم مقارنة
التبيان في تفسير القرآن

جمع بين الهمزتين أهل الكوفة وابن عامر إلا الحلواني وكذلك في كل همزتين في كلمة واحدة إذا كانت الاولى للاستفهام إلا في مواضع مخصوصة نذكرها فيما بعد الباقون بتخفيف الاولى وتليين الثانية وفصل بينهما بالألف أهل المدينة إلا ورشاً وأبا عمرو والحلواني عن هشام.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۵۷)

كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

قوله تعالى: أَ أَنْذَرْتَهُمْ فيه ثلاث قراءات قرأ عاصم وحمزة والكسائي إذا حقق بهمزتين وقرأ أهل الحجاز وأبو عمر بالهمزة والمد وتليين الهمزة الثانية والباقون يجعلونها بين بين وكذلك قراءة الكسائي إذا خففت وأبو عمرو أطول مدا من ابن كثير واختلف في المد عن نافع وقرأ ابن عامر بألف بين همزتين ويجوز في العربية ثلاثة أوجه غيرها أَ أَنْذَرْتَهُمْ بتحقيق الهمزة الأولى وتخفيف الثانية بجعلها بين بين وأنذرتهم بهمزة واحدة وعليهم أنذرتهم على إلقاء حركة الهمزة على الميم نحو قد أفلح فيما روي عن نافع.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۵)

حجّت
أما وجه الهمزتين فهو أنه الأصل لأن الأولى همزة الاستفهام والثانية همزة أفعل وأما إدخال الألف بين الهمزتين فمن قرأه أراد أن يفصل بين الهمزتين استثقالا لاجتماع المثلين كما فصل بين النونين في نحو أضربنان استثقالا لاجتماع النونات ومنه قول ذي الرمة:
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل/ وبين النقاء أنت أم أم سالم
وأما من فصل بين الهمزتين ولين الثانية فوجهه التخفيف من جهتين الفصل والتليين لأنك إذا لينتها فقد أمتها وصار اللفظ كأنه لا استفهام فيه ففي المد توكيد الدلالة على‏ الاستفهام كما في تحقيق الهمزة.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۵--
وأما من حقق الأولى ولين الثانية من غير فصل بالألف فهو القياس لأنه جعل التليين عوضا عن الفصل وأما من اكتفى بهمزة واحدة فإنه طرح همزة الاستفهام وهو ضعيف وقد جاء في الشعر قال عمر بن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا/ بسبع رمين الجمر أم بثمان‏
وأما من ألقى حركة الهمزة على الميم فإنه على تليين الأولى وتحقيق الثانية والعرب إذا لينوا الهمزة المتحركة وقبلها ساكن ألقوا حركتها على ما قبلها قالوا من بوك ومن مك وكم بلك. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۶)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل

وقرئ أَ أَنْذَرْتَهُمْ بتحقيق الهمزتين، والتخفيف أعرب وأكثر، وبتخفيف الثانية بين بين، وبتوسيط ألف بينهما محققتين، وبتوسيطها والثانية بين بين، وبحذف حرف الاستفهام، وبحذفه وإلقاء حركته على الساكن قبله، كما قرئ قَدْ أَفْلَحَ.
(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۴۸)

حجّت
فإن قلت: ما تقول فيمن يقلب الثانية ألفاً؟ قلت: هو لاحن خارج عن كلام العرب خروجين: أحدهما الإقدام على جمع الساكنين على غير حدّه وحدّه أن يكون الأوّل حرف لين والثاني حرفا مدغماً نحو قوله: الضالين، وخويصة والثاني: إخطاء طريق التخفيف لأن طريق تخفيف الهمزة المتحرّكة المفتوح ما قبلها أن تخرج بين بين فأما القلب ألفاً فهو تخفيف الهمزة الساكنة المفتوح ما قبلها كهمزة رأس.
(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۴۸)

البحر المحيط في التفسير

لغة تميم تخفيف الهمزتين في نحو أ أنذرتهم، وبه قرأ الكوفيون، وابن ذكوان، وهو الأصل. وأهل الحجاز لا يرون الجمع بينهما طلبا للتخفيف، فقرأ الحرميان، وأبو عمرو، وهشام: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، إلا أن أبا عمرو، وقالون، وإسماعيل بن جعفر، عن نافع، وهشام، يدخلون بينهما ألفا، وابن كثير لا يدخل. وروي تحقيقا عن هشام وإدخال ألف بينهما، وهي قراءة ابن عباس، وابن أبي إسحاق. وروي عن ورش، كابن كثير، وكقالون وإبدال الهمزة الثانية ألفا فيلتقي ساكنان على غير حدهما عند البصريين.
وقراءة ورش صحيحة النقل لا تدفع باختيار المذاهب ولكن عادة هذا الرجل إساءة الأدب على أهل الأداء ونقلة لقرآن.
وقرأ الزهري، وابن محيصن: أنذرتهم بهمزة واحدة.
وقرأ أبي أيضا بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۷۶)

حجّت
وروي عن ورش، كابن كثير، وكقالون وإبدال الهمزة الثانية ألفا فيلتقي ساكنان على غير حدهما عند البصريين، وقد أنكر هذه القراءة الزمخشري، وزعم أن ذلك لحن وخروج عن كلام العرب من وجهين: أحدهما:
الجمع بين ساكنين على غير حده. الثاني: إن طريق تخفيف الهمزة المتحركة المفتوح ما قبلها هو بالتسهيل بين بين لا بالقلب ألفا، لأن ذلك هو طريق الهمزة الساكنة، وما قاله هو مذهب البصريين، وقد أجاز الكوفيون الجمع بين الساكنين على غير الحد الذي أجازه البصريون.
وقرأ الزهري، وابن محيصن: أنذرتهم بهمزة واحدة، حذف الهمزة الأولى لدلالة المعنى عليها، ولأجل ثبوت ما عاد لها، وهو أم، وقرأ أبي أيضا بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۷۶)

كتاب التيسير في القراءات السبع

اعْلَم انهما اذا اتفقتا بِالْفَتْح نَحْو ءأنذرتهم و ءأنتم أعلم و ءأسجد  وَشبهه فان الحرميين وابا عَمْرو وهشاما يسهلون الثَّانِيَة مِنْهُمَا وورش يبدلها الْفَا وَالْقِيَاس ان تكون بَين بَين وَابْن كثير لَا يدْخل قبلهَا الْفَا وقالون وَهِشَام وابو عَمْرو يدْخلُونَهَا وَالْبَاقُونَ يحققون الهمزتين.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۳۶)
اعْلَم ان ورشا كَانَ يلقى حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن قبلهَا فيتحرك بحركتها وَتسقط هِيَ من اللَّفْظ وَذَلِكَ اذا كَانَ السَّاكِن غير حرف مد ولين وَكَانَ آخر كلمة والهمزة اول كلمة اخرى والساكن الْوَاقِع قبل الْهمزَة يَأْتِي على ثَلَاثَة اضْرِب فالضرب الاول ان يكون تنوينا نَحْو قَوْله من نَبِي إِلَّا و من شَيْء إِذْ كَانُوا و كفوا أحد و مُبين أَن اعبدوا الله وَشبهه وَشبهه وَالثَّانِي ان يكون لَام الْمعرفَة نَحْو الأَرْض و الْآخِرَة و الآزفة و الأولى و الْآن و وَالْأُ وَشبهه وَهَذَا وان كَانَ مُتَّصِلا مَعَ الْهمزَة فِي الْخط فَهُوَ يجرى عِنْد الْقُرَّاء مجْرى الْمُنْفَصِل وَالثَّالِث ان يكون سَائِر حُرُوف المعجم نَحْو قَوْله (من ءامن) و من إستبرق و وَاذْكُر إِسْمَاعِيل و الم أَحسب النَّاس و وَقَالَت أولاهم و قَالَت أخراهم و خلوا إِلَى و تَعَالَوْا أتل و نبأ ابْني آدم و ذواتي أكل وَشبهه وَاسْتثنى اصحاب ابي يَعْقُوب عَن ورش من ذَلِك حرفا وَاحِدًا فِي الحاقة وَهُوَ قَوْله كِتَابيه إِنِّي ظَنَنْت فسكنوا الْهَاء وحققوه الْهمزَة بعْدهَا على مُرَاد الْقطع والاستيناف وَبِذَلِك قَرَأت على مشيخة المصريين وَبِه آخذ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بتحقيق الْهمزَة فِي جَمِيع مَا تقدم مَعَ تَخْلِيص السَّاكِن قبلهَا وَاخْتلفُوا فِي قَوْله آلآن وَقد كُنْتُم آلآن وَقد عصيت فِي يُونُس وَفِي قَوْله عادا الأولى فِي والنجم وَيَأْتِي الِاخْتِلَاف فِي ذَلِك فِي مَوْضِعه ان شَاءَ الله تَعَالَى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. --التیسیر فی القرائات السبع، صص ۳۸-۳۹ --
اعْلَم ان حَمْزَة من رِوَايَة خلف كَانَ يسكت على السَّاكِن اذا كَانَ آخر كلمة وَلم يكن حرف مد وَأَتَتْ الْهمزَة بعده سكتة لَطِيفَة من غير قطع بَيَانا للهمزة وَذَلِكَ نَحْو قَوْله من ءامن و هَل أتك و عَلَيْهِم ءأنذرتهم ام و نبأ ابْني ءادم و خلوا إِلَى شياطينهم و قد أَفْلح و من شَيْء إِذْ و حامية الهكم وَشبهه [وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بوصل السَّاكِن مَعَ الْهمزَة من غير سكت].
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۵۶)

كتاب السبعة في القراءات

فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو ءانذرتهم بِهَمْزَة مُطَوَّلَة ثمَّ همزَة مُخَفّفَة وَكَذَلِكَ مَا أشبه ذَلِك فِي كل الْقُرْآن مثل ءاانت قلت للنَّاس الْمَائِدَة ١١٦ وأاءله مَعَ الله النَّمْل ٦٠ وأإننكم الْأَنْعَام ١٩ وفصلت ٩ وَمَا كَانَ مثله. وَكَذَلِكَ كَانَت قِرَاءَة الْكسَائي إِذا خفف غير أَن مد أبي عَمْرو فِي ءاانذرتهم أطول من مد ابْن كثير لِأَن من قَوْله أَنه يدْخل بَين الهمزتين ألفا وَابْن كثير لَا يفعل ذَلِك. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۶--
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فِي قل أأونبئكم آل عمرَان ١٥ وأاءلقى الْقَمَر ٢٥ وأاءنزل ص ٨ لِأَلف بَين الهمزتين ويلين الثَّانِيَة وروى اليزيدي أَنه كَانَ لَا يفعل ذَلِك وروى عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ أاءلقى وأاءنزل وقل أأونبئكم الْمَدّ فِي ذَلِك كُله ويلين الثَّانِيَة. وَكَذَلِكَ روى ابْن سَعْدَان وَابْن اليزيدي عَن أَبِيه عَن أبي عَمْرو  وَاخْتلفُوا عَن نَافِع فِي إِدْخَال الْألف بَين الهمزتين فروى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع ءاانذرتهم يَسْتَفْهِمهُ جدا. وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع إِن استفهامه كُله كَانَ بِالْمدِّ وروى ورش عَن نَافِع أَنه كَانَ لَا يدْخل بَين الهمزتين ألفا فِي الِاسْتِفْهَام. وَأما عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ إِذا حقق  وَابْن عَامر فبالهمزتين ءأنذرتهم وَمثل ذَلِك كل شَيْء فِي الْقُرْآن من الهمزتين فِي الْكَلِمَة الْوَاحِدَة. وَذكر عبد الله بن أَحْمد بن ذكْوَان عَن ابْن عَامر أَنه كَانَ يقْرَأ بهمزتين فِي الِاسْتِفْهَام. وَهَذَا كَأَنَّهُ يدل على ءأنذرتهم وأءذا وأءنا الرَّعْد ٥. وَقد ذكر لي هَذَا اللَّفْظ بِعَيْنِه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر مولى بني سليم عَن هِشَام بن عمار عَن ابْن عَامر ءأنذرتهم وأءله النَّمْل ٦٠ وأننكم فصلت ٩ وَمَا أشبه ذَلِك بهمزتين مثل حَمْزَة. وَهَذَا فِي الهمزتين فِي الْكَلِمَة الْوَاحِدَة.--السبعة فی القرائات، صص۱۳۶-۱۳۷--