واختير تحريك الياء في قوله نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ لأنه لقيها ألف الوصل واللام فلم يكن بد من إسقاطها أو تحريكها فكان التحريك أولى لأنه أدل على الأصل وأشكل بما يلحق اللام في الاستئناف من فتح ألف الوصل وإسكان الياء من قوله يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا أي الإسقاط هاهنا أجود لأن من حق ياء الإضافة ألا تثبت في النداء وإذا لم تثبت فلا طريق إلى تحريكها والاختيار في قوله فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ حذف الياء لأنه رأس آية ورءوس الآي لا تثبت فيها الياء لأنها فواصل ينوى فيها الوقف كما يفعل ذلك في القوافي. (انظر: البقرة، ۴۰)
وَاخْتلفُوا فِي تَحْرِيك الْيَاء الَّتِي تكون اسْما للمتكلم إِذا انْكَسَرَ مَا قبلهَا مثل قَوْله إِنِّي أعلم الْبَقَرَة ٣٠ وعهدي الظَّالِمين الْبَقَرَة ١٢٤ ورَبِّي الَّذِي الْبَقَرَة ٢٥٨. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۲--
فَكَانَ أَبُو عَمْرو يفتح يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا عِنْد الْألف المهموزة الْمَفْتُوحَة والمكسورة إِذا كَانَت مُتَّصِلَة باسم أَو بِفعل مالم يطلّ الْحَرْف. فالتخفيف مثل إِنِّي أرى الْأَنْفَال ٤٨ وأجري إِلَّا على الله يُونُس ٧٢ والتثقيل مثل وَلَا تفتني أَلا التَّوْبَة ٤٩ ومن أَنْصَارِي إِلَى الله آل عمرَان ٥٢ والصف ١٤ وذروني أقتل غَافِر ٢٦ وفأنظرني إِلَى الْحجر ٣٦ وفاذكروني أذكركم الْبَقَرَة ١٥٢ وسبيلي أَدْعُو يُوسُف ١٠٨ وَبَين إخوتي إِن رَبِّي يُوسُف ١٠٠ وأَرِنِي أنظر الْأَعْرَاف ١٤٣ ويصدقني إِنِّي أَخَاف الْقَصَص ٣٤ وَمَا كَانَ مثله. وَقد بيّنت فِي آخر كل سُورَة مَا حرك فِيهَا ليقرب مأخذه على من لم تكن قِرَاءَته عَادَته. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۲--
وَكَانَ ابْن كثير لَا يسْتَمر على قِيَاس وَاحِد كَمَا فعل أَبُو عَمْرو. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۳--
وَكَانَ نَافِع يُحَرك يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا عِنْد الْألف الْمَكْسُورَة والمفتوحة والمضمومة وَألف الْوَصْل إِلَّا فِي حُرُوف قد ذكرتها لَك. فمما لم يُحَرك ياءه عِنْد ألف الْوَصْل ثَلَاثَة أحرف فِي الْأَعْرَاف إِنِّي اصطفيتك الْآيَة ١٤٤ وَفِي طه أخي اشْدُد بِهِ الْآيَة ٣١ وَفِي الْفرْقَان يَا لَيْتَني اتَّخذت. وروى أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع يَا لَيْتَني اتَّخذت محركة مَنْصُوبَة. وَمِمَّا ترك تَحْرِيك يائه عِنْد الْألف المقطوعة الْمُتَّصِلَة بِالْفِعْلِ المجزوم قَوْله فاذكروني أذكركم الْبَقَرَة ١٥٢ ورب فأنظرني إِلَى فِي الْحجر ٣٦ وص ٧٩
وَفِي مَرْيَم ٤٣ فاتبعني أهدك وَفِي النَّمْل ١٩ والأحقاف ١٥ أوزعني أَن وَفِي الْمُؤمن غَافِر ٢٦ ذروني أقتل وادْعُونِي أَسْتَجِب لكم غَافِر ٦٠ وَلَا تفتني أَلا التَّوْبَة ٤٩ وترحمني أكن هود ٤٧ أَرِنِي أنظر الْأَعْرَاف ١٤٣ وردْءًا يصدقني إِنِّي الْقَصَص ٣٤ وآتوني أفرغ الْكَهْف ٩٦. وَقد اخْتلف عَنهُ فِي بعض هَذِه الْحُرُوف وَأَنا أذكرها فِي موَاضعهَا. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۳--وروى الْمفضل عَن عَاصِم أَنه لم يُحَرك الْيَاء فِي قَوْله نعمتي الَّتِي وَهِي فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع ٤٠، ٤٧، ١٢٢ - وَلم يَخْتَلِفُوا كلهم فِي تحريكها. وَلم يروها عَن عَاصِم غير الْمفضل. --السبعة فی القرائات، صص۱۹۶-۱۹۷--