مرسوم بألف واحدة لأنّ كتاّب المصاحف وغیرهم اتفقوا علی حذف ألف النصب التي هي عوض التنوین إذا كان المنصوب همزة مسبوقة بالألف لئلا یجتمع صورتان متفقتان، والألف الثابتة هي ألف البنیة لا ألف النصب. قال الداني: وقد یجوز أن تكون هي المرسومة والمحذوفة الأولی، قال: والأول أقیس، وقال صاحب الخلاصة: الأول هو الصحیح الأكثر لأنّ مدار القصر والتوسط والمدّ لهمزة إنما هو علی تقدیر حذف الهمزة لا الألف التي قبلها ولیس عند حذف الألف غیر القصر، ونقل عن كشف المعانی شرح حرز الأماني للشاطبي أنه لم ترسم لهذا النوع من الهمزة صورة وإنما المرسومة الألف التي قبل الهمزة، وعزاه أیضا لملا عماد في شرحه علی الشاطبية ونقل عن بعض أن المكتوبة هي ألف النصب، قال: وهو قول الأقل والفرق بین القولین أنه تجعل المجعودة مكان الهمزة المحذوفة یعني بعد الألف علی القول الأول وأما علی القول الثاني فلابد من القائمة ما بین النون والألف التي هي ألف النصب. أقول: المرسوم في مصحف الجزري بالنمط الأول وهو الأرجح كما نص علیه الداني وذلك لأنّ الألف الثانیة كانت مزیدة عوضا عن التنوین فهي الأولی بالحذف لأنها زائدة وأما الألف الاُولی فهي مد البنیة التي بنی الاسم علیها فرقا بینه وبین المقصور كما نص علیه السیوطي في النوع الثاني والثلاثین من الإتقان فحذفها یخل بالمقصود، وهذا التوجیه توجیه سالم عن الإشكال وأما توجیه صاحب الخلاصة فمخدوش بأن العمدة في القصر والتوسط والمد هو اللفظ سواء كان حرف المد ثابتا رسما أم ساقطا كما نص علیه الجزري في النشر. وأهل الرسم إنما یقولون بالحذف في الكتابة لا في اللفظ، قال الجاربردي في شرح الشافیة: كل همزة بعد حرف مد كصورتها تحذف فلذلك كتبوا نحو «خطاءً» في حال النصب بألف واحدة كراهة صورتها مرتین فیما لا التباس.
(نثر المرجان، ج۱، ص۱۱۶و۱۱۷)