كذلك اتفقوا على حذف الألف من الجمع السالم الكثیر الدور في المذَكر والمؤنّث جمیعا. فالمذكر نحو: العلمین والصبرین والصدقین والفسقین والمنفقین والكفرین والشیطین الظلمون والخسرون والسحرون والكفرون؛ والمؤنث نحو: المسلمت والمؤمنت والطیبت والخبیث والكلمت وفي ظلمت والظلمت وبكلمت والمتصدقت وثیبت وبینت والغرفت وما كان مثله، فإن جاء بعد الألف همزة أو حرف مضعف نحو: السائلین والقائمین والخائنین والصائمین والضانّین والضالین والعادّین وحافّین$$ وشبهه أُثبتت الألف في ذلك، على أني تتبعت مصاحف أهل المدینة وأهل العراق العتق القدیمة فوجدت فیها مواضع كثیرة مما بعد الألف فیه همزة قد حذفت الألف منها وأكثر ما وجدته في جمع المؤنث لثقله والإثبات في المذكر أكثر.
(المقنع، ص۲۲)

بوصل الباء الجارة جمع اسم الفاعل من الضرر، واختلف في ألفه فمقتضی كلام الداني إثباته حیث قال في بیان حذف الألف من الجمع المذكر السالم: وإن جاء بعد الألف همزة أو حرف مضعف أثبت الألف، قال: مع أني تتبعت مصاحف أهل العراق القدیمة فوجدت فیها مواضع كثیرة بعد الألف فیه همزة قد حذفت الألف منها، انتهی. ولا یذهب علیك أن هذا یدل علی الاختلاف في المهموز فقط لا المضعف، وخالفه الشاطبي حیث قال: تسوی المشدد والمهموز فاختلفا عند العراق وفي التأنیث قد كثرا، یعني الجمع السالم الّذی بعد ألفه مشدد ومهموز فهو مختلف في إثبات الألف وحذفها عند أهل العراق. أقول: الإثبات لرعایة المد فإنه قد وجب والحذف للاختصار والجزري حذف الألف ورسمها بالصفرة إشارة إلی الاختلاف.

(نثر المرجان، ج۱، ص۱۹۵)