قال السجستاني: الوقف على قوله: فأحياكم تام لأنهم إنما وبخوا بما يعرفونه ويقرون به. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۵۱۰-- والوقف على: (فأحياكم)غير تام لأن قوله: (ثم يميتكم) نسق عليه ومتصل به، وليس هو مستأنفًا على ما زعم السجستاني. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۵۱۴--
قول أبي حاتم: إن الوقف على فأحياكم والابتداء بقوله ثم يميتكم واحتجاجه على ذلك ليس بشيء، لأن ما بعد ذلك نسق عليه ولايقطع منه. --المكتفى في الوقف والابتدا، ص۲۰--
فَأحْیَاکُم- ج: للعدول أي: ثم هو یمیتکم مع اتحاد مقصود الکلام. --كتاب الوقف و الابتدا، ص۱۳۰--
فأحياكم (كاف) عند أبي حاتم على أنَّ ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتاً إذ كانوا نطفاً في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت فقال تعالى موبخاً لهم كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحیاكم ثم ابتدأ فقال ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفاً وقال أبو حاتم مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفاً قال الحلبي على الأزهرية إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب وقد أخطأ ابن الأنباري أبا حاتم واعترض عليه اعتراضاً لا يلزمه ونقل عنه إن الوقف على قوله فأحييكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله وقوله إن القوم لم يكونوا يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح بل كانوا مقرين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف ثم أماتته إياهم. --منار الهدی، ج۱، ص۹۱--
قال الفراء: المعنى كيف تكفرون بالله وقد كنتم أمواتًا فأحياكم قال الأخفش سعيد: ولا يتم المعنى على وكنتم أمواتا حتى تقول فأحياكم فهذا الوقف عند الأخفش وهو كما قال لأن يميتكم فعل مستقبل واحياكم ماض على أن في هذا أقوالا ثلاثة، فالأخفش يقول الوقف فأحياكم وأبو حاتم يقول الوقف ثم يميتكم وأكثر الناس تقول ثم إليه ترجعون.
قال أبو حاتم وأما قوله جل وعز كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم فهذا الوقف لأن هذا مما عاينوه.
(القطع والائتناف، ص۴۸)