قال الفراء: المعنى كيف تكفرون بالله وقد كنتم أمواتًا فأحياكم قال الأخفش سعيد: ولا يتم المعنى على وكنتم أمواتا حتى تقول فأحياكم فهذا الوقف عند الأخفش وهو كما قال لأن يميتكم فعل مستقبل واحياكم ماض على أن في هذا أقوالا ثلاثة، فالأخفش يقول الوقف فأحياكم وأبو حاتم يقول الوقف ثم يميتكم وأكثر الناس تقول ثم إليه ترجعون.
قال أبو حاتم وأما قوله جل وعز كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم فهذا الوقف لأن هذا مما عاينوه.
(القطع والائتناف، ص۴۸--
قال أبو جعفر فهذا نص كلام أبي حاتم وظاهر كلامه مستحسن حتى يتدبرون ذلك، إن التمام عنده ثم يميتكم لأنهم مقرون بهذا وإذا تدبرت قوله رأيت ما قاله غير لازم لأن الله جل وعز قد وبخهم بكفرهم في الآية وهم (لا) يقرون بالكفر، فأما مذهبه أن (ثم يميتكم) منقطع مما قبله لأنهم لا يقرون به، والبين أنه ليس كذلك، لأنهم قد لزمهم الإقرار به، لأن الذي جاءهم بالبراهين الباهرة عليهم أن يقبلوا كلما جاء به. --القطع والائتناف، ص۴۹)