قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب مالك بالألف. الباقون ملك بغير الف، ولم يمل أحد الف مالك، وكسر جميعهم الكاف. وروي عن الأعمش، انه فتحها على النداء، وربيعة بن نزار يخففون مالك ويسقطون الألف، فيقولون: ملك بتسكين اللام وفتح الميم.
(التبيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۳۳)
حجّت
والألف ساقط في الخط في القراءتين والمعول على الأولتين دون النصب وإسكان اللام.
(التبيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۳۳--
ويقال ملك بيِّن الملك مضمومة الميم، ومالك بيِّن الملك والملك بفتح الميم وكسرها، وضم الميم فيه لغة شاذة ذكرها ابو علي الفارسي.
فأمّا من رجح قراءة ملك من حيث انه وصف نفسه بأنه ملك كل شيء. --التبيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۳۴)
قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب الحضرمي مالك بالألف، والباقون ملك بغير ألف، ولم يمل أحد الف مالك وجر جميعهم الكاف، وروي في الشواذ عن الأعمش أنه نصبها، وربيعة بن نزار يخفف فيقول: ملك يوم الدين بتسكين اللام.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۹۷)
حجّت
اختلفوا في أن أي القراءتين أمدح فمن قرأ مالِكِ\ قال إن هذه الصفة أمدح لأنه لا يكون مالكا للشيء إلا وهو يملكه وقد يكون ملكا للشيء ولا يملكه كما يقال ملك العرب وملك الروم وإن كان لا يملكهم وقد يدخل في المالك ما لا يصح دخوله في الملك يقال فلان مالك الدراهم ولا يقال ملك الدراهم فالوصف بالمالك أعم من الوصف بالملك. والله مالك كل شيء وقد وصف نفسه بأنه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء فوصفه بالمالك أبلغ في الثناء والمدح من وصفه بالملك ومن قرأ الملك قال أن هذه الصفة أمدح لأنه لا يكون إلا مع التعظيم والاحتواء على الجمع الكثير واختاره أبو بكر محمد بن السري السراج وقال أن الملك الذي يملك الكثير من الأشياء ويشارك غيره من الناس في ملكه بالحكم عليه وكل ملك مالك وليس كل مالك ملكا وإنما قال تعالى مالِكَ الْمُلْكِ لأنه تعالى يملك ملوك الدنيا وما ملكوا فمعناه أنه يملك ملك الدنيا فيؤتي الملك فيها من يشاء فأما يوم الدين فليس إلا ملكه وهو ملك الملوك يملكهم كلهم وقد يستعمل هذا في الناس يقال فلان ملك الملوك وأمير الأمراء ويراد بذلك أن من دونه ملوكا وأمراء ولا يقال ملك الملك ولا أمير الإمارة لأن أميرا وملكا صفة غير جارية على فعل فلا معنى لإضافتها إلى المصدر فأما إضافة ملك إلى الزمان فكما يقال ملك عام كذا وملوك الدهر الأول وملك زمانه وسيد زمانه فهو في المدح أبلغ والآية إنما نزلت في الثناء والمدح لله أ لا ترى إلى قوله رَبِّ الْعالَمِينَ والربوبية والملك متشابهان وقال أبو علي الفارسي يشهد لمن قرأ مالِكِ من التنزيل قوله تعالى وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ لأن قولك الأمر له وهو مالك الأمر بمعنى أ لا ترى أن لام الجر معناها الملك والاستحقاق وكذلك قوله تعالى: يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً يقوي ذلك ويشهد لقراءة من قرأ ملك قوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لأن اسم الفاعل من الملك الملك فإذا قال الملك له ذات اليوم كان بمنزلة قوله هو ملك ذلك اليوم وهذا مع قوله فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ والْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ومَلِكِ النَّاسِ.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۹۸)
قرئ: ملك يوم الدين، ومالك، وملك بتخفيف اللام. وقرأ أبو حنيفة رضى اللَّه عنه: ملك يوم الدين بلفظ الفعل ونصب اليوم وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه مالك بالنصب.
وقرأ غيره ملك وهو نصب على المدح ومنهم من قرأ مالك بالرفع
وملك هو الاختيار لأنه قرأءة اهل الحرمين ولقوله لمن الملك اليوم ولقوله ملك الناس الناس ولأن الملك يعم والملك يخص.
(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج۱، ص۱۲)
قرأ مالك على وزن فاعل بالخفض، عاصم، والكسائي، وخلف في اختياره، ويعقوب، وهي قراءة العشرة إلا طلحة، والزبير، وقراءة كثير من الصحابة منهم:أبي، وابن مسعود، ومعاذ، وابن عباس، والتابعين منهم: قتادة والأعمش. وقرأ مَلَكَ على وزن فعل بالخفض باقي السبعة، وزيد، وأبو الدرداء، وابن عمر، والمسور، وكثير من الصحابة والتابعين. وقرأ مَلك على وزن سهل أبو هريرة، وعاصم الجحدري، ورواها الجعفي، وعبد الوارث، عن أبي عمرو، وهي لغة بكر بن وائل. وقرأ ملكي بإشباع كسرة الكاف أحمد بن صالح، عن ورش، عن نافع. وقرأ ملك على وزن عجل أبو عثمان النهدي، والشعبي، وعطية، ونسبها ابن عطية إلى أبي حياة. وقال صاحب اللوامح: قرأ أنس بن مالك وأبو نوفل عمر بن مسلم بن أبي عدي ملك يوم الدين بنصب الكاف من غير ألف، وجاء كذلك عن أبي حياة، انتهى. وقرأ كذلك، إلا أنه رفع الكاف سعد بن أبي وقاص، وعائشة، ومورق العجلي. وقرأ مَلَكَ فعلا ماضيا أبو حياة، وأبو حنيفة، وجبير بن مطعم، وأبو عاصم عبيد بن عمير الليثي، وأبو المحشر عاصم بن ميمون الجحدري، فينصبون اليوم. وذكر ابن عطية أن هذه قراءة يحيى بن يعمر، والحسن وعلي بن أبي طالب. وقرأ مالكَ بنصب الكاف الأعمش، وابن السميفع، وعثمان بن أبي سليمان، وعبد الملك قاضي الهند. وذكر ابن عطية أنها قراءة عمر بن عبد العزيز، وأبي صالح السمان، وأبي عبد الملك الشامي. وروى ابن أبي عاصم عن اليمان ملكاً بالنصب والتنوين. وقرأ مالكُ برفع الكاف والتنوين عون العقيلي، ورويت عن خلف بن هشام وأبي عبيد وأبي حاتم، وبنصب اليوم. وقرأ مالكُ يومِ بالرفع والإضافة أبو هريرة، وأبو حياة، وعمر بن عبد العزيز بخلاف عنه، ونسبها صاحب اللوامح إلى أبي روح عون بن أبي شداد العقيلي، ساكن البصرة. وقرأ مليك على وزن فعيل أبي، وأبو هريرة، وأبو رجاء العطاردي. وقرأ مالك بالإمالة البليغة يحيى بن يعمر، وأيوب السختياني، وبين بين قتيبة بن مهران، عن الكسائي. وجهل النقل، أعني في قراءة الإمالة، أبو علي الفارسي فقال: لم يمل أحد من القراء ألف مالك، وذلك جائز، إلا أنه لا يقرأ بما يجوز إلا أن يأتي بذلك أثر مستفيض. وذكر أيضا أنه قرئ في الشاذ ملاك بالألف والتشديد للام وكسر الكاف. فهذه ثلاث عشرة قراءة، بعضها راجع إلى الملك، وبعضها إلى الملك، قال اللغويون: وهما راجعان إلى الملك، وهو الربط، ومنه ملك العجين. --البحر المحيط، ج۱، ص۳۶--
حجّت
ومن قرأ بجر الكاف فعلى معنى الصفة، فإن كان بلفظ ملك على فعل بكسر العين أو إسكانها، أو مليك بمعناه فظاهر لأنه وصف معرفة بمعرفة، وإن كان بلفظ مالك أو ملاك أو مليك محولين من مالك للمبالغة بالمعرفة، ويدل عليه قراءة من قرأ ملك يوم الدين فعلا ماضيا، وإن كان بمعنى الاستقبال . ومن رفع الكاف ونون أو لم ينون فعلى القطع إلى الرفع. ومن نصب فعلى القطع إلى النصب، أو على النداء والقطع أغرب لتناسق الصفات، إذ لم يخرج بالقطع عنها. ومن قرأ ملك فعلا ماضيا فجملة خبرية لا موضع لها من الإعراب، ومن أشبع كسرة الكاف فقد قرأ بنادر أو بما ذكر أنه لا يجوز إلا في الشعر، قال أبو علي: حكى ابن السراج عمن اختار قراءة ملك كل شيء بقوله رَبِّ الْعالَمِينَ فقراءة مالك تقرير، قال أبو علي، ولا حجة في هذا، لأن في التنزيل تقدم العام، ثم ذكر الخاص منه الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّر. --البحر المحيط، ج۱، ص۳۶--
قَرَأَ عَاصِم وَالْكسَائِيّ {مَالك يَوْم الدّين} بِالْألف وَالْبَاقُونَ بِغَيْر الف.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۲۷)
اخْتلفُوا فِي إِثْبَات الْألف وإسقاطها فَقَرَأَ عَاصِم وَالْكسَائِيّ مَالك يَوْم الدّين بِأَلف وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ملك بِغَيْر ألف وَلم يمل أحد الْألف من مالك. -- السبعة فی القرائات، ص ۱۰۴--
حجّت
وَحجَّة من قَرَأَ مَالك قَوْله مَالك الْملك (آل عمران ۲۶) وَلم يقل ملك الْملك ومَالك أمدح من ملك لِأَنَّهُ يجمع الِاسْم وَالْفِعْل وَقَالَ أَبُو حمدون عَن اليزيدي عَن أبي عَمْرو ملك يجمع مَالِكًا ومالك لَا يجمع ملكا ومَالك يَوْم الدّين إِنَّمَا هُوَ ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه وملك يَوْم الدّين ملك ذَلِك الْيَوْم بِمَا فِيهِ وَحجَّة من قَرَأَ ملك قَوْله ملك النَّاس (النَّاس ۲) وَقَوله الْملك القدوس (الْحَشْر ۲۲) وَقد رويا جَمِيعًا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثنِي مَدين بن شُعَيْب عَن مُحَمَّد بن شُعَيْب الْجرْمِي عَن أبي معمر عَن عبد الْوَارِث عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ ملك سَاكِنة اللَّام وروى غَيره عَن عبد الْوَارِث عَن أبي عَمْرو ملك مَكْسُورَة الْمِيم وساكنة اللَّام قَالَ أَبُو بكر وَهَذَا من اختلاس أبي عَمْرو الَّذِي ذكر أَنه كَانَ يَفْعَله كثيرا وَهُوَ كَقَوْل الْعَرَب فِي كبِد ، كبد يسكنون وسط الِاسْم فِي الضَّم وَالْكَسْر استثقالا. -- السبعة فی القرائات، ص۱۰۵--