قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد عن قنبل والكسائي من طريق ابن حمدون ويعقوب من طريق رويس بالسين. وكذلك في سراط في جميع القرآن. الباقون بالصاد وأشم الصاد زايا حمزة في الموضوعين، خاصة في رواية علي بن سالم، وفي رواية الدوري وخلاد اشمامها الزاي ما كان فيه الف ولام. واما الصاد إذا سكنت وكان بعدها دال نحو: يصدر وفاصدع ويصدفون فاشم الصاد الزاي حيث وقع، حمزة والكسائي وخلف ورويس. (انظر: الفاتحه، ۶)
حجّت
فمن قرأ بالسين فلانه الاصل من غير سبب يمنع منه ومن قرأ باشمام الزاي فللمؤاخاة بين السين والطاء بحرف مجهور من مخرج السين وهو الزاء من غير ابطال للاصل ومن قرأ بالصاد بين الصاد والطاء بالاستعلاء والاطباق والقراءة بالصاد احسن لان فيها جمعا بين المتشاكلين في المسموع اللغة والتفسير.
(التبيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۴۰)
قرأ حمزة بإشمام الصاد الزاي إلا العجلي وبرواية خلاد وابن سعدان يشم هاهنا في الموضعين فقط وقرأ الكسائي من طريق أبي حمدون بإشمام السين ويعقوب من طريق رويس بالسين والباقون بالصاد. (انظر: الفاتحه، ۶)
حجّت
الأصل في الصراط السين لأنه مشتق من السرط ومسترط الطعام ممره ومنه قولهم سرطراط والأصل سريط فمن قرأ بالسين راعى الأصل ومن قرأ بالصاد فلما بين الصاد والطاء من المؤاخاة بالاستعلاء والإطباق ولكراهة أن يتسفل بالسين ثم يتصعد بالطاء في السراط وإذا كانوا قد أبدلوا من السين الصاد مع القاف في صقب وصويق ليجعلوها في استعلاء القاف مع بعد القاف من السين وقرب الطاء منها فأن يبدلوا منها الصاد مع الطاء أجدر من حيث كان الصاد إلى الطاء أقرب أ لا ترى أنهما جميعا من حروف طرف اللسان وأصول الثنايا وأن الطاء تدغم في الصاد ومن قرأ بإشمام الزاي فللمؤاخاة بين السين والطاء بحرف مجهور من مخرج السين وهو الزاي من غير إبطال الأصل.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۰۳)
أصله بالسين من السرط، وهو اللقم، ومنه سمي الطريق لقما، وبالسين على الأصل قرأ قنبل ورويس، وإبدال سينه صادا هي الفصحى، وهي لغة قريش، وبها قرأ الجمهور، وبها كتبت في الإمام، وزايا لغة رواها الأصمعي عن أبي عمرو، وأشمامها زايا لغة قيس وبه قرأ حمزة بخلاف وتفصيل عن رواته. وقال أبو علي: وروي عن أبي عمرو، السين والصاد والمضارعة بين الزاي والصاد، ورواه عنه العريان عن أبي سفيان، وروى الأصمعي عن أبي عمرو أنه قرأها بزاي خالصة.
وهذه القراءة تشير إلى أن قراءة من قرأ بين الزاي والصاد تكلف حرف بين حرفين، وذلك صعب على اللسان، وليس بحرف ينبني وقرأ زيد بن علي، والضحاك، ونصر بن علي، عن الحسن اهدنا صراطا مستقيما بالتنوين من غير لام التعريف، كقوله: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللَّهِ وقرأ: صراط من أنعمت عليهم ابن مسعود، وعمر، وابن الزبير، وزيد بن علي. وقرأ ثابت البناني بصرنا الصراط وقرأ الحسن، والضحاك: صراطا مستقيما دون تعريف. وقرأ جعفر الصادق صراط مستقيم بالإضافة،أي الدين المستقيم. --البحر المحيط، ج۱، ص۴۵--
حجّت
قال بعض اللغويين:ما حكاه الأصمعي في هذه القراءة خطأ منه إنما سمع أبا عمرو يقرؤها بالمضارعة فتوهمها زايا، ولم يكن الأصمعي نحويا فيؤمن على هذا. وحكى هذا الكلام أبو علي عن أبي بكر بن مجاهد، وقال أبو جعفر الطوسي في تفسيره، وهو إمام من أئمة الإمامية: الصراط بالصاد لغة قريش، وهي اللغة الجيدة، وعامة العرب يجعلونها سينا، والزاي لغة لعذرة، وكعب، وبني القين. وقال أبو بكر بن مجاهد، وهذه القراءة تشير إلى أن قراءة من قرأ بين الزاي والصاد تكلف حرف بين حرفين، وذلك صعب على اللسان، وليس بحرف ينبني.
وقرأ جعفر الصادق صراط مستقيم بالإضافة،أي الدين المستقيم. فعلى قراءة الحسن والضحاك يكون صراط الذين بدل معرفة من نكرة، كقوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللَّهِ وعلى قراءة الصادق وقراءات الجمهور تكون بدل معرفة من معرفة صراط الذين بدل شيء من شيء، وهما بعين واحدة. --البحر المحيط، ج۱، ص۴۵--
[قَرَأَ] خلف الصِّرَاط و صِرَاط حَيْثُ وَقعا بإشمام الصَّاد الزَّاي وخلاد بإشمامها الزَّاي فِي قَوْله عز وَجل الصِّرَاط الْمُسْتَقيم هُنَا خَاصَّة وقنبل
السِّين حَيْثُ وَقعا وَالْبَاقُونَ بالصَّاد.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۲۷--
[ان ورشا كَانَ يمِيل فَتْحة الرَّاء قَلِيلا بَين اللَّفْظَيْنِ اذا وَليهَا من قبلهَا كسرة لَازِمَة اَوْ سَاكن قبله كسرة اَوْ يَاء سَاكِنة وَسَوَاء لحق الرَّاء تَنْوِين اَوْ لم يلْحقهَا فاما مَا وليت الرَّاء فِيهِ الكسرة] و [انه] نقض مذْهبه مَعَ الكسرة فِي الضربين فِي قَوْله الصِّرَاط و صِرَاط حَيْثُ وَقعا. --التیسیر فی القرائات السبع، ص۵۱)
وَاخْتلفُوا فِي قَوْله الصِّرَاط فِي السِّين وَالصَّاد وَالزَّاي والإشمام فَقَرَأَ ابْن كثير السراط بِالسِّين فِي كل الْقُرْآن فِي رِوَايَة القواس وَعبيد بن عقيل عَن شبْل. وروى البزي وَعبد الْوَهَّاب بن فليح عَن أصحابهما عَن ابْن كثير بالصَّاد فِي كل الْقُرْآن. وروى عبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو أَنه كَانَ يقْرَأ السراط بِالسِّين. وروى هرون الْأَعْوَر عَن أبي عَمْروأَنه كَانَ رُبمَا قَرَأَ بِالسِّين وَرُبمَا قَرَأَ بالصَّادوروى الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ الزراط بالزاي خَالِصَة وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث بالصَّاد عَنهُ فِي جَمِيع الْقُرْآن وروى عُرْيَان بن أبي سُفْيَان عَن أبي عَمْرو أَنه كَانَ يقْرَأ بَين الصَّاد وَالزَّاي مثل حَمْزَةالْبَاقُونَ الصِّرَاط بالصَّاد غير أَن حَمْزَة كَانَ يشم الصَّاد فيلفظ بهَا بَين الصَّاد وَالزَّاي وَلَا يضبطها الْكتاب وَقَالَ الْكسَائي عَن حَمْزَة إِنَّه كَانَ يفعل ذَلِك بالصَّاد الساكنة خَاصَّة وَلَا يَفْعَله بالمتحركة كَانَ يقْرَأ الزراط بالزاي وَيقْرَأ صِرَاط الَّذين بالصَّادوَكَانَ سليم يحْكى ذَلِك فِي الساكنة والمتحركةقَالَ خلف وَكَذَلِكَ إِذا سكنت وَأَتَتْ بعْدهَا دَال مثل قصد السَّبِيل (النَّحْل ۹) ويصدر الرعاء (الْقَصَص ۲۳) ويصدفون (الْأَنْعَام ۴۶) والمصيطرون (الطّور ۳۷) وبمصيطر (الغاشية ۲۲) وَكَانَ الْفراء يحْكى عَن حَمْزَة الزراط بالزاي خَالِصَة ويحكى ذَلِك فِي الصَّاد الساكنة فَقَط فَإِذا تحركت لم يقلبها زاياحَدثنِي حسن الْجمال قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ حَدثنَا خَلاد قَالَ لم يقْرَأ سليم الصِّرَاط إِلَّا بالصَّاد إِلَّا أَن سليما كَانَ يقْرَأ فِي الصَّلَاة بشبه الزَّاي فِي هَذِه وَحدهَا وَلم يكن يشم الصَّاد الزَّاي فِي الْقُرْآن كُله غَيرهَا ويصفى الصَّاد فِي الْقُرْآن كُله. وَكَانَ الْكسَائي يُتَابع حَمْزَة فِي قصد ويصدر الرعاء وَمَا كَانَ مثل ذَلِك. --السبعة فی القرائات، ص۱۰۵--
حجّت
وحَدثني مُحَمَّد بن يحيى الْكسَائي عَن خلف قَالَ سَمِعت الْكسَائي يَقُول السِّين فِي ۴الصِّرَاط أَسيَر فِي كَلَام الْعَرَب وَلَكِنِّي أَقرَأ بالصَّاد أتبع الْكتاب بالصَّاد. وَأما الْبَاقُونَ فكلهم يصفى الصَّاد فِي ذَلِك كُله. وَاخْتلف عَن الْكسَائي فِي المصيطرون وبمصيطر وَسَتَأْتِي فِي موَاضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالسِّين الأَصْل وَالْكتاب بالصَّاد وَإِنَّمَا كتبت بالصَّاد ليقربوها من الطَّاء لِأَن الطَّاء لَهَا تصعد فِي الحنك وَهِي مطبقة وَالسِّين مهموسة وَهِي من حُرُوف الصفير فثقل عَلَيْهِم أَن يعْمل اللِّسَان منخفضا ومستعليا فِي كلمة وَاحِدَة فقلبوا السِّين إِلَى الصَّاد لِأَنَّهَا مؤاخية للطاء فِي الإطباق ومناسبة للسين فِي الصفير ليعْمَل اللِّسَان فيهمَا متصعدا فِي الحنك عملا وَاحِدًا وَأما إمالة الصَّاد إِلَى الزَّاي فَلِأَن الصَّاد وَإِن كَانَت من حُرُوف الإطباق فَهِيَ مهموسة والطاء مجهورة فقلبت الصَّاد إِلَى حرف مجهور مثلهَا مؤاخ للصاد بالصفير ليَكُون مجهورا كالطاء وَكَذَلِكَ القَوْل فِي قصد ويصدر ويصدفون من نحا بهَا نَحْو الزَّاي فلعلة الهمس والجهر. –السبعة فی القرائات، ص۱۰۷--