کلمه: عَلَيهِم سوره: الفاتحة آیه: 7
عَلَيهِم مـقـایـسه
التبيان في تفسير القرآن

قرأ حمزة بضم الهاء من ذلك وفي أيديهم وإليهم حيث وقع. وروى الدوري عنه بضم الهاء في قوله فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وقرأ يعقوب بضم كل هاء قبلها ياء ساكنة في التثنية وجمع المذكر والمؤنث، نحو عليهما وفيهما، عليهن وفيهن وضمّ ميم الجمع ووصلها بواو في اللفظ ابن كثير وأبو جعفر. وعن نافع فيه خلاف كثير. وعن غيره لا نطول بذكره، وهو مذكور في كتب القراءات.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۴۳)

حجّت
فمن قرأ بكسر الهاء وإسكان الميم قال: إنه أمن من اللبس إذا كانت الألف في التثنية قد دلت على الاثنين ولا ميم في الواحد، فلما لزمت الميم الجمع حذفوا الواو وأسكنوا الميم طلباً للتخفيف. وحجة من قرأ عليهُم انهم قالوا ضم الهاء هو الأصل لأن الهاء إذا انفردت من حرف متصلٍ بها قيل: هم فعلوا ومن ضم الميم إذا لقيها ساكن بعد الهاء المكسورة قال: لمّا احتجت إلى الحركة رددت الحرف إلى أصله فضممت وتركت الهاء على كسرتها، لأنه لم تأت ضرورة تحوج إلى ردها إلى الأصل ومن كسر الميم فالساكن الذي لقيها، والهاء مكسورة ثم اتبع الكسرة الكسرة.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۴۳)

كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

قرأ حمزة عليهم بضم الهاء وإسكان الميم وكذلك لديهم وإليهم وقرأ يعقوب بضم كل هاء قبلها ياء ساكنة في التثنية والجمع المذكر والمؤنث نحو عليهما وفيهما وعليهم وفيهم وعليهن وفيهن وقرأ الباقون «عَلَيْهِمْ» وأخواتها بالكسر وقرئ في الشواذ عليهموا قراءة ابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وعليهمي قراءة الحسن البصري وعمر بن قايد وعليهم مكسورة الهاء مضمومة الميم بغير واو وعليهم مضمومة الهاء والميم من غير بلوغ واو مرويتان عن الأعرج فهذه سبع قراءات ثم اختلف القراء في الميم فأهل الحجاز وصلوا الميم بواو انضمت الهاء قبلها أو انكسرت قالوا عليهموا وعلى قلوبهموا وعلى سمعهموا ومنهموا ولهموا إلا أن نافعا اختلف عنه فيه والباقون بسكون الميم فأما إذا لقي الميم حرف ساكن فإن القراء اختلفوا فأهل الحجاز وعاصم وابن عامر يضمون على كسر الهاء ويضمون الميم نحو عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ومِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ وأبو عمرو يكسر الهاء والميم وحمزة والكسائي يضمان الهاء والميم معا وكل هذا الاختلاف في الهاء التي قبلها كسرة أو ياء ساكنة فإذا جاوزت هذين الأمرين لم يكن في الهاء إلا الضم.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۰۵)

حجّت
من قرأ عليهم بضم الهاء فإنه رده إلى الأصل لأنه إذا انفرد من حروف يتصل بها قيل هم فعلوا بضم الهاء قال السراج وهي القراءة القديمة ولغة قريش وأهل الحجاز ومن حولهم من فصحاء اليمن وإنما خص حمزة هذه الحروف الثلاثة بالضم لأن الياء قبلها كانت ألفا مثل على القوم ولدى القوم وإلى القوم ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبلها ألف ومن قرأ عليهموا فإنه اتبع الهاء ما أشبهها وهو الياء وترك ما لا يشبه الياء والألف على الأصل وهو الميم ومن قرأ عَلَيْهِمْ فكسر الهاء وأسكن الميم فلأنه أمن اللبس إذا كانت الألف في التثنية قد دلت على الاثنين ولا ميم في الواحد فلما لزمت الميم الجمع حذفوا الواو وأسكنوا الميم طلبا للتخفيف إذا كان ذلك لا يشكل وإنما كسر الهاء مع أن الأصل الضم للياء التي قبلها ومن قرأ عليهموا فلأنه الأصل لأن وسيلة هذه الواو في الجمع وسيلة لألف في التثنية أعني أن ثبات الواو كثبات الألف ومن قرأ عليهمي فإنه كسر الهاء لوقوع الياء قبلها ساكنة وكسر الميم كراهة للخروج من كسرة الهاء إلى ضمة الميم ثم انقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومن كسر الهاء وضم الميم وحذف الواو فإنه احتمل الضمة بعد الكسرة لأنها غير لازمة إذا كانت ألف التثنية تفتحها لكنه حذف الواو تفاديا من ثقلها مع ثقل الضمة ومن قرأ «عَلَيْهِمْ» فإنه حذف الواو استخفافا واحتمل الضمة قبلها دليلا عليها وأما من ضم الميم إذا لقيها ساكن وكسر الهاء فإنما يحتج بأن يقول لما احتجت إلى الحركة رددت الحرف إلى أصله فضممت وتركت الهاء على كسرها لأنه لم تأت ضرورة تحوج إلى ردها إلى الأصل ولأن الهاء إنما تبعت الياء لأنها شبهت بها ولم يتبعها الميم لبعدها منه واحتج من كسر الميم والهاء بأن قال أتبعت الكسر الكسر لثقل الضم بعد الكسر قال سيبويه الهاء تكسر إذا كان قبلها ياء أو كسرة لأنها خفيفة وهي من حروف الزيادة كما أن الياء من حروف الزيادة وهي من موضع الألف وهي أشبه الحروف بالياء وكما أمالوا الألف في مواضع استخفافا كذلك كسروا هذه الهاء وقلبوا الواو ياء لأنه لا تثبت واو ساكنة وقبلها كسرة كقولك مررت بهي ومررت بدار هي قبل.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۰۵)

البحر المحيط في التفسير

حكى اللغويون في عليهم عشر لغات ضم الهاء، وإسكان الميم، وهي قراءة حمزة. وكسرها وإسكان الميم، وهي قراءة الجمهور. وكسر الهاء والميم وياء بعدها، وهي قراءة الحسن. وزاد ابن مجاهد أنها قراءة عمر بن فائد. وكذلك بغير ياء، وهي قراءة عمرو بن فائد. وكسر الهاء وضم الميم وواو بعدها، وهي قراءة ابن كثير، وقالون بخلاف عنه. وكسر الهاء وضم الميم بغير واو وضم الهاء والميم وواو بعدها، وهي قراءة الأعرج والخفاف عن أبي عمرو. وكذلك بدون واو وضم الهاء وكسر الميم بياء بعدها. كذلك بغير ياء. وقرئ بهما. --البحر المحيط، ج۱، ص۴۷--

حجّت
وتوضيح هذه القراءات بالخط والشكل: عليهم، عليهم، عليهموا، عليهم، عليهمي، عليهم، عليهم، عليهمي، عليهم، عليهموا. وملخصها ضم الهاء مع سكون الميم، أو ضمها بإشباع، أو دونه، أو كسرها بإشباع، أو دونه وكسر الهاء مع سكون الميم، أو كسرها بإشباع، أو دونه، أو ضمها بإشباع، أو دونه. وتوجيه هذه القراءات ذكر في النحو. --البحر المحيط، ج۱، ص۴۷--

كتاب التيسير في القراءات السبع

{قرأ} حَمْزَة عَلَيْهِم و إِلَيْهِم و لديهم بِضَم الْهَاء وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا ابْن كثير وقالون بِخِلَاف عَنهُ يضمان الميم الَّتِي للْجمع ويصلانها بواو مَعَ الْهمزَة وَغَيرهَا نَحْو: عليهمو، ءانذرتهمو، ام لم تنذرهمو، وَشبهه وورش يضمها ويصلها مَعَ الْهمزَة فَقَط وَالْبَاقُونَ يسكنونها حَمْزَة وَالْكسَائِيّ يضمان الْهَاء وَالْمِيم اذا كَانَ قبل الْهَاء كسرة اَوْ يَاء سَاكِنة وأتى بعد الْمِيم الف وصل نَحْو عَلَيْهِم الذلة و بهم الْأَسْبَاب وَ شبهه وَذَلِكَ فِي حَال الْوَصْل فان وَقفا على الْمِيم كسرا الْهَاء وسكنا الْمِيم وَحَمْزَة على اصله فِي الْكَلم الثُّلُث الْمُتَقَدّمَة يضم الْهَاء مِنْهُنَّ على كل حَال وابو عَمْرو يكسر الْهَاء وَالْمِيم فِي ذَلِك كُله فِي حَال الْوَصْل ايضا وَالْبَاقُونَ يكسرون الْهَاء ويضمون الْمِيم فِيهِ وَلَا خلاف بَين الْجَمَاعَة ان الْمِيم فِي جَمِيع مَا تقدم سَاكِنة فِي الْوَقْف.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۲۷)

كتاب السبعة في القراءات

اختلفوا في قوله عليهم  فقرأ عليهم بضم الهاء حمزة وكذلك إليهم ولديهم  هذه الثلاثة الأحرف بالضم وإسكان الميم  وقرأ الباقون عليهم وأخواتها بكسر الهاء.  الاختلاف في صلة ميم الجمع بواو وفي ضم ضمير الهاء قبلها وكسره .
واختلفوا في الميم فكان ابن كثير يصل الميم بواو انضمت الهاء قبلها أو انكسرت فيقول عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين (فاتحة الكتاب ۷) وعلى قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشوة (البقرة ۷) واختلفوا عن نافع في الميم فقال إسماعيل بن جعفر وابن جماز وقالون والمسيبي الهاء مكسورة والميم مرفوعة أو منجزمة أنت فيها مخير وقال أحمد بن قالون عن أبيه كان نافع لا يعيب رفع الميم فهذا يدل على أن قراءته كانت بالإسكان والذي قرأت بالإسكان وقال ورش الهاء مكسورة والميم موقوفة إلا أن تلقاها ألف أصلية فإذا لقيتها ألف أصلية وصلت الميم بواو في الوصل مثل قوله سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (البقرة ۶) وكان أبو عمرو وعاصم وابن عامر والكسائي يكسرون الهاء ويسكنون الميم فإذا لقى الميم حرف ساكن اختلفوا فكان عاصم ونافع وابن كثير وابن عامر يمضون على كسر الهاء ويضمون الميم إذا لقيها ساكن مثل قوله عليهم الذلة (البقرة ۶۱) ومن دونهم امرأتين (القصص ۲۳) وما أشبه ذلك وكان أبو عمرو يكسر الهاء أيضا ويكسر الميم فيقول عليهم الذلة وإليهم اثنين (يس ۱۴) وما أشبه ذلك وكان حمزة والكسائي يضمان الميم والهاء معا فيقولان عليهم الذلة ومن دونهم امرأتين وما أشبه ذلك وكل هذا الاختلاف في كسر الهاء وضمها إنما هو في الهاء التي قبلها كسرة أو ياء ساكنة فإذا جاوزت هذين لم يكن في الهاء إلا الضم  وإذا لم يكن قبل الميم هاء قبلها كسرة أو ياء ساكنة لم يجز فيها إلا الضم أو التسكين مثل قوله منكم وأنتم .--السبعة فی القرائات، ص۱۰۸--

حجّت
فأما من كسر الهاء ووصل الميم بواو وهو قول ابن كثير ونافع في أحد قوليه فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الياء فأتى بالكسرة لأن الكسرة من جنس الياء والهاء مؤاخية للياء لأن الهاء قد تقع في موقع الياء في بعض القوافي وهي حرف خفي فأتبعوا الياء الكسرة في الهاء وأتوا بالميم موصولة بواو الجمع لأنه أصل الكلمة ألا ترى أنك إذا ثنيت الهاء قلت عليهما فأتيت بألف التثنية كذلك إذا جمعت قلت عليهمو فأتيت بواو الجمع كما تقول قام وقاما وقاموا   وأما من كسر الهاء وأسكن الميم وهو قول عاصم وأبي عمرو وابن عامر والكسائي فإنهم أمنوا اللبس إذ كانت الألف في التثنية قد دلت على الاثنين ولا ميم في الواحد فلما لزمت الميم الجمع حذفوا الواو وأسكنوا الميم طلبا للتخفيف إذ كان لا يشكل  وأما الضمة في الهاء من عليهم وهو قول حمزة فهي أصل الهاء لأنها إذا ابتدأت كانت مضمومة كقولك هم فتركت على حالها وأما من ترك الهاء مكسورة وضم الميم عند لقائها الساكن فلأن الميم لا بد من حركتها للساكن الذي لقيها فردت لما احتيج إلى حركتها إلى أصل قد كان لها وهو الضم وتركوا الهاء على حال كسرها إذ لم تدعهم إلى ردها إلى الأصل ضرورة كما دعت إلى ضم الميم ولأن الهاء إنما تبعت الياء لأنها شبهت بها ولم تتبعها الميم لبعدها منها  والذين كسروا الميم للساكن الذي لقيها والهاء مكسورة فإنهم أتبعوا الكسر الكسر لثقل الضم بعد الكسر كما استثقلوا ضمة الهاء بعد الكسر كذلك استثقلوا ضمة الميم بعد كسرة الهاء وأما من كسر الهاء إذا لم يلق الميم ساكن وضمها إذا لقي الميم ساكن وهو قول الكسائي فإنه لما رد الميم إلى أصلها رد الهاء أيضا إلى أصلها وأتبع الضم الضم استثقالا للخروج من الكسر إلى الضم وأما حمزة في قوله في ضم الهاء من عليهم وإليهم ولديهم فإنه إذا جاوز هذه الثلاثة الأحرف ولقي الهاء والميم ساكن ضمهما فإذا لم يلق الميم ساكن كسر الهاء فيقول ومن يولهم يومئذ (الأنفال ۱۶) بربهم يعدلون (الأنعام ۱) ومثل الساكن عن قبلتهم التي (البقرة ۱۴۲) وإنما خص حمزة هذه الأحرف الثلاثة بالضم أعني عليهم ولديهم وإليهم من بين سائر الحروف لأنهن إذا وليهن ظاهر صارت ياءاتهن ألفات ولا يجوز كسر الهاء إذا كان قبلها ألف فعامل الهاء مع المكنى معاملة الظاهر إذ كان ما قبل الهاء إذا صار ألفا لم يجز كسر الهاء   ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء . --السبعة فی القرائات، صص ۱۰۹-۱۱۲--