اخْتلفُوا فِي التَّسْمِيَة بَين السُّور فَكَانَ ابْن كثير وقالون وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ يبسملون بَين سورتين فِي جَمِيع الْقُرْآن مَا خلا الانفال و بَرَاءَة فانه لَا خلاف فِي ترك التَّسْمِيَة بَينهمَا وَكَانَ الْبَاقُونَ فِيمَا قَرَأنَا لَهُم لَا يبسملون بَين السُّور واصحاب حَمْزَة يصلونَ آخر السُّورَة بِأول الْأُخْرَى ويختار فِي مَذْهَب ورش وابي عَمْرو وَابْن عامر السكت بَين السورتين من غير قطع وَابْن مُجَاهِد يرى وصل السُّورَة بالسورة وتبيين الاعراب وَيرى السكت ايضا وَكَانَ بعض شُيُوخنَا يفصل فِي مَذْهَب هَؤُلَاءِ بِالتَّسْمِيَةِ بَين المدثر وَالْقِيَامَة والانفطار والمطففين وَالْفَجْر والبلد وَالْعصر والهمزة ويسكت بَينهُنَّ سكتة فِي مَذْهَب حَمْزَة وَلَيْسَ فِي ذَلِك اثر يرْوى عَنْهُم وانما هُوَ اسْتِحْبَاب من الشُّيُوخ وَلَا خلاف فِي التَّسْمِيَة فِي اول فَاتِحَة الْكتاب وَفِي اول كل سُورَة ابْتَدَأَ القارىء بهَا وَلم يصلها بِمَا قبلهَا فِي مَذْهَب من فصل اَوْ من لم يفصل فاما الِابْتِدَاء برؤس الاجزاء الَّتِي فِي بعض السُّور فأصحابنا يخيرون القارىء بَين التَّسْمِيَة وَتركهَا فِي مَذْهَب الْجَمِيع وَالْقطع عَلَيْهَا اذا وصلت باواخر السُّور غير جَائِز
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۲۶)