کلمه: غِشاوَةٌ سوره: البقرة آیه: 7
غِشاوَةٌ مـقـایـسه
التبيان في تفسير القرآن

أجمع القراء السبعة على كسر الغين وضم التاء، وروي عن بعض القراء فتح الغين، وعن الحسن ضم الغين. وحكي عن عاصم في الشواذ: غشاوةً، بنصب التاء، ولا يقرأ بجميع ذلك.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۶۴)

حجّت
فمن رفع التاء قال: الكلام الاول قد تم عند قوله: وعلى سمعهم واستأنف: وعلى أبصارهم غشاوة وتقديره: وغشاوة على أبصارهم ومن نصب قدره يعني: جعل على أبصارهم غشاوة.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۶۴--
ويجوز أن ينصب بالفعل الاول الذي هو الختم ولان الختم لا يطلق على البصر كما ذكر في قوله تعالى: وختم على سمعه وقلبه.
وقال قوم: إن ذلك على وجه الدعاء عليهم لا للاخبار عنهم وهذا يمكن في قوله تعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وفي قوله وعلى أبصارهم غشاوة فيمن نصب غشاوة فاما من رفع ذلك فلا يكون دعاء والاقوى أن ذلك خبر لانه خرج مخرج الذم لهم والازراء عليهم فكيف يحمل على الدعاء؟ --التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۶۵)

من قرأ بالنصب وإن كان شاذاً يحتمل أن يكون أراد معنى قوله: ان السورة زادتهم رجساً الى رجسهم والسورة لم تزدهم ولكنهم ازدادوا عندها.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۶۶)

كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

القراءة الظاهرة غِشاوَةٌ بكسر الغين ورفع الهاء وروي عن عاصم في الشواذ غشاوة بالنصب وعن الحسن بضم الغين وعن بعضهم بفتح الغين وعن بعضهم غشوة بغير ألف.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۹)

حجّت
حجة من رفع غشاوة أنه لم يحمله على ختم كما في الآية الأخرى‏ وَخَتَمَ عَلى‏ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً فإذا لم يحملها عليه قطعها عنه فكانت مرفوعة إما بالظرف وإما بالابتداء وكذلك قوله‏ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فإن عند سيبويه ترتفع غشاوة وعذاب بأنه مبتدأ فكأنه قال غشاوة على أبصارهم وعذاب لهم وعند الأخفش يرتفع بالظرف لأن الظرف يضمر فيه فعل وستعرف فائدة اختلافهما في هذه المسألة بعد إن شاء الله تعالى. ومن نصب غشاوة فأما أن يحملها على ختم كأنه قال وختم على أبصارهم بغشاوة فلما حذف حرف الجر وصل الفعل إليها فنصبها وهذا لا يحسن لأنه فصل بين حرف العطف والمعطوف به وذلك إنما يجوز في الشعر وإما أن يحملها على فعل مضمر كأنه قال وجعل على أبصارهم غشاوة نحو قول الشاعر:
علفتها تبنا وماء باردا
أي وسقيتها وقول الآخر:
يا ليت بعلك قد غزا/ متقلدا سيفا ورمحا
أي وحاملا رمحا وهذا أيضا لا يوجد في حال الاختيار فقد صح أن الرفع أولى وتكون الواو عاطفة جملة على جملة والغشاوة فيها ثلاث لغات فتح الغين وضمها وكسرها وكذلك الغشوة فيها ثلاث لغات.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۹)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل

وقرىء غشاوة بالكسر والنصب وغشاوة بالضم والرفع وغشاوة بالفتح والنصب وغشوة بالكسر والرفع وغشوة بالفتح والرفع والنصب وعشاوة بالعين غير المعجمة والرفع من العشا.
(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۵۳)

البحر المحيط في التفسير

وقرأ الجمهور: غشاوة بكسر الغين ورفع التاء.
وقرأ الحسن باختلاف عنه وزيد بن علي: غشاوة بضم الغين ورفع التاء، وأصحاب عبد اللّه بالفتح والنصب وسكون الشين، وعبيد بن عمير كذلك، إلا أنه رفع التاء. وقرأ بعضهم غشوة بالكسر والرفع، وبعضهم غشوة وهي قراءة أبي حيوة، والأعمش قرأ بالفتح والرفع والنصب. وقال الثوري: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها غشية بفتح الغين والياء والرفع.
وقال يعقوب: غشوة بالضم لغة، ولم يؤثرها عن أحد من القراءة.
وقرأ بعضهم: غشاوة بالعين المهملة المكسورة والرفع من الغشي، وهو شبه العمى في العين.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۸۲)

حجّت
ونصب المفضل غشاوة يحتاج إلى إضمار ما أظهر في قوله: وَجَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً، أي وجعل على أبصارهم غشاوة، أو إلى عطف أبصارهم على ما قبله ونصبها على حذف حرف الجر، أي بغشاوة، وهو ضعيف. ويحتمل عندي أن تكون اسما وضع موضع مصدر من معنى ختم، لأن معنى ختم غشي وستر، كأنه قيل تغشية على سبيل التأكيد، وتكون قلوبهم وسمعهم وأبصارهم مختوما عليها مغشاة. وقال أبو علي: وقراءة الرفع أولى لأن النصب إما أن يحمله على ختم الظاهر فيعرض في ذلك أنك حلت بين حرف العطف والمعطوف به، وهذا عندنا إنما يجوز في الشعر، وما أن تحمله على فعل يدل عليه ختم تقديره وجعل على أبصارهم فيجي‏ء الكلام من باب: متقلدا سيفا ورمحا.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۸۱--
فقراءة الرفع أحسن، وتكون الواو عاطفة جملة على جملة. انتهى.
قال بعض المفسرين: وأصوب هذه القراءات المقروء بها ما عليه السبعة من كسر الغين على وزن عمامة، والأشياء التي هي أبدا مشتملة، فهذا يجي‏ء وزنها: كالصمامة، والعمامة، والعصابة، والريانة، وغير ذلك. وقرأ بعضهم: غشاوة بالعين المهملة المكسورة والرفع من الغشي، وهو شبه العمى في العين. --البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۸۲)

كتاب التيسير في القراءات السبع

واجتمعوا على ادغام النُّون الساكنة والتنوين فِي الرَّاء وَاللَّام بِغَيْر غنة واجمعوا على ادغامها فِي الْمِيم وَالنُّون بغنة وَاخْتلفُوا عِنْد الْيَاء وَالْوَاو فَقَرَأَ خلف بادغامها فيهمَا بِغَيْر غنة نَحْو قَوْله وَمن يقل و يَوْمئِذٍ يصدعون و من وَال و يَوْمئِذٍ واهية وَشبهه وَالْبَاقُونَ يدغمونهما فيهمَا ويبقون الغنة فَيمْتَنع الْقلب الصَّحِيح مَعَ ذَلِك .
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۴۴)
اعْلَم ان الْكسَائي كَانَ يقف على هَاء التَّأْنِيث وَمَا ضارعها فِي اللَّفْظ بامالة نَحْو قَوْله جنَّة و ربوة و نعْمَة و الْقِيَامَة و لعبرة و الْآخِرَة و خاطئة و وَجهه و خَطِيئَة و الْمَلَائِكَة و مُشركَة و الأيكة و فَاكِهَة و آلِهَة و همزَة و لُمزَة و بَصِيرَة وَشبهه الا ان يَقع قبل الْهَاء اُحْدُ عشرَة احرف الطَّاء والظاء وَالصَّاد وَالضَّاد وَالْخَاء والغين وَالْقَاف والالف وَالْعين والحاء نَحْو بسطة و موعظة و خصَاصَة و قَبْضَة و الصاخة و الْبَالِغَة و الحاقة و الصَّلَاة و الزَّكَاة و الْحَيَاة و النجَاة ومناه وهيهاه والنطيحه و القارعة وَشبهه وَكَذَلِكَ ان وَقع قبل الْهَاء رَاء وَانْفَتح مَا قبل الرَّاء وانضم اَوْ همزَة وَانْفَتح مَا قبلهَا اَوْ كَانَ الْفَا اَوْ هَاء وَكَانَ مَا قبلهَا الف اَوْ كَاف وانضم مَا قبلهَا اَوْ انْفَتح فالراء نَحْو قَوْله غمرة و حُفْرَة و سُورَة و محشورة و بررة وعماره وَشبهه والهمزة نَحْو قَوْله امْرَأَة و بَرَاءَة و النشأة وسوءه وَشبهه وَالْهَاء فِي قَوْله سفاهة لَا غير وَالْكَاف نَحْو التَّهْلُكَة و الشَّوْكَة وَشبهه فان ابْن مُجَاهِد واصحابه كَانُوا لَا يرَوْنَ امالة الْهَاء وَمَا قبلهَا مَعَ ذَلِك وَالنَّص عَن الْكسَائي فِي اسْتثِْنَاء ذَلِك مَعْدُوم وباطلاق الْقيَاس فِي ذَلِك قَرَأت على ابي الْفَتْح عَن قِرَاءَته على عبد الْبَاقِي وَكَذَلِكَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ حَدثنَا ابْن الانباري قَالَ حَدثنَا ادريس عَن خلف عَن الْكسَائي والاول اخْتَار الا مَا كَانَ قبل الْهَاء فِيهِ الف فَلَا يجوز الامالة فِيهِ ووقف الْبَاقُونَ بِالْفَتْح وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. –التیسیر فی القرائات السبع، صص۵۰-۵۱--

كتاب السبعة في القراءات

واختلفوا في قوله غشوة (۷) قرءوا كلهم غشوةٌ في البقرة رفعا وبالألف إلا أن المفضل بن محمدالضبي روى عن عاصم وعلى أبصرهم غشوةً نصبا واختلفوا في الجاثية أي في قوله تعالى بها وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشوة فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر غشوة نصبا وقرأ حمزة والكسائي غشوة بغير ألف.  -- السبعة فی القرائات، ص۱۴۰--
وتدغم النُّون الساكنة والتنوين فِي الرَّاء وَاللَّام وَالْمِيم وَالْيَاء وَالْوَاو فالنون تُدْغَم فِي الرَّاء بِلَا غنة لم يخْتَلف فِي ذَلِك لقرب الرَّاء من النُّون مثل قَوْله من ربكُم الْبَقَرَة ١٠٥ وَعند الْيَاء بغنة وَبِغير غنة مثل قَوْله وَمن يَأْته مُؤمنا طه ٧٥ وَمن يولهم الْأَنْفَال ١٦ وبرق يجْعَلُونَ الْبَقَرَة ١٩ وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء بعيدَة من النُّون قَلِيلا وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ يدغمانها بغنة وَرَأَيْت أَصْحَاب حَمْزَة يَخْتَلِفُونَ وَأما ابْن كثير وَنَافِع فَلم أر أصحابهما يحصلون ذَلِك عِنْد اللَّام مثل قَوْله من لَدنه النِّسَاء ٤٠ ومسلمة لَا شية فِيهَا الْبَقَرَة ٧١ فَكَانَ قالون والمسيبي يحكيان عَن نَافِع نونا سَاكِنة فِي مسلمة تظهر عِنْد اللَّام وَهَذَا شَدِيد إِذا رمته وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ الْبَيَان كُله وَكَانَ أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ يحْكى عَن ورش وقالون الْإِدْغَام وَذَهَاب الغنة عَن نَافِع وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ
وَلم أر من قَرَأت عَلَيْهِ عَن ابْن كثير يحصل هَذَا وَكَانَ ابْن عَامر يذهب إِلَى الْإِدْغَام مَعَ إبْقَاء الغنة وَعند الْمِيم مثل مِمَّن وَعَمن يدغم وَتبقى غنة النُّون المدغمة والتنوين مُشَاركَة لغنة الْمِيم المقلوبة للإدغام لِأَن الْمِيم لَهَا غنة من الْأنف وَمن أجل الغنة أدغمت النُّون فِي الْمِيم لِأَنَّهَا أُخْتهَا أَلا ترى أَنَّك تَقول الْمِيم فترى اللَّام وَتقول النُّون فترى اللَّام قد اندغمت فِي النُّونوبهذه الغنة يمْتَحن قرب الْحُرُوف من الْحُرُوف فَلَا يقدر أحد أَن يَأْتِي بعمن بِغَيْر غنة لعِلَّة غنة الْمِيم وَأما الْوَاو فَمثل قَوْله من وَال الرَّعْد ١١ وحبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا عبس ٢٧، ٢٨، ٢٩ وَأما أشبه ذَلِك فَكَانَ الْكسَائي يدغم النُّون والتنوين فِي الْوَاو بغنة وَكَانَ خلف يروي عَن سليم عَن حَمْزَة إدغام ذَلِك بِغَيْر غنة وَكَانَ خَلاد يروي عَن سليم عَن حَمْزَة إدغام ذَلِك بغنة وَأَبُو عَمْرو يدغم ذَلِك بغنة وَكَذَلِكَ رَأَيْت أَصْحَاب نَافِع يَفْعَلُونَ وَأما أَصْحَاب عَاصِم فَذَلِك مَعْدُوم الرِّوَايَة فِيهِ عَن أبي بكر وَأما أَصْحَاب حَفْص فَلم أحفظ عَن أحد مِنْهُم تَحْصِيل ذَلِك وَكَانَ الْكسَائي يَقُول تُدْغَم النُّون والتنوين عِنْد أَرْبَعَة أحرف وَلم يذكر الْوَاو وَذكرهَا الْأَخْفَش وَالْقَوْل قَول الْأَخْفَش أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت من وَال فقد شددت الْوَاو وَلَا بُد من تشديدها إِذا وصلت وَإِنَّمَا التَّشْدِيد لدُخُول النُّون فِيهَا وَكَذَلِكَ التَّنْوِين فِي قَوْله حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا الْوَاو مُشَدّدَة. --السبعة فی القرائات، صص۱۲۶-۱۲۷--