السُّفَهاءُ إلا أهل الكوفة وابن عامر حققوا الهمزتين وأهل الحجاز وأبو عمرو همزوا الأولى ولينوا الثانية وكذا كل همزتين مختلفتين من كلمتين وقد ذكرنا الوجه فيها حيث ذكرنا اجتماع الهمزتين في كلمة واحدة وهو قوله: أنذرتهم.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۳۸)
إذا التقت الهمزتان والأولى مضمومة والثانية مفتوحة من كلمتين نحو: السُّفَهاءُ أَلا، ففي ذلك أوجه:أحدها: تحقيق الهمزتين، وبذلك قرأ الكوفيون، وابن عامر. والثاني: تحقيق الأولى وتخفيف الثانية بإبدالها واوا كحالها إذا كانت مفتوحة قبلها ضمة في كلمة نحو: أواتي مضارع آتى، فاعل من أتيت، وجؤن تقول: أواتي وجون، وبذلك قرأ الحرميان، وأبو عمرو. والثالث: تسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو، وتحقيق الثانية. والرابع:تسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واوا. وأجاز قوم وجها. خامسا: وهو جعل الأولى بين الهمزة والواو، وجعل الثانية بين الهمزة والواو، ومنع بعضهم ذلك لأن جعل الثانية بين الهمزة والواو تقريبا لها من الألف، والألف لا تقع بعد الضمة.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۱۱۲)
اعْلَم ان الْهمزَة اذا كَانَت مَعَ حرف الْمَدّ واللين فِي كلمة وَاحِدَة سَوَاء توسطت اَوْ تطرفت فَلَا خلاف بَينهم فِي تَمْكِين حرف الْمَدّ زِيَادَة وَذَلِكَ نَحْو قَوْله عز وَجل أُولَئِكَ و شَاءَ الله و الْمَلَائِكَة و يضيء و هاؤم اقرؤوا وَشبهه.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۳۴--
فاذا اختلفتا على أَي حَال كَانَ نَحْو قَوْله السُّفَهَاء أَلا و من المَاء أَو مِمَّا و شُهَدَاء إِذْ حضر ) و من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم و جَاءَ أمة وَشبهه فالحرميان وابو عَمْرو يسهلون الثَّانِيَة وَالْبَاقُونَ يحققونهما مَعًا والتسهيل لاحدى الهمزتين فِي هَذَا الْبَاب انما يكون فِي حَال الْوَصْل لَا غير لكَون التلاصق فِيهِ. --التیسیر فی القرائات السبع، ص۳۷)
[ان حَمْزَة وهشاما كَانَا يقفان على الْهمزَة الساكنة والمتحركة اذا وَقعت طرفا فِي الْكَلِمَة بتسهيلها ويصلان بتحقيقها]. فاذا سكن مَا قبل الْهمزَة وسهلاها القيا حركتها على ذَلِك السَّاكِن واسقطاها ان كَانَ ذَلِك السَّاكِن اصليا غير الف نَحْو قَوْله تَعَالَى الْمَرْء و دفء و الخبء و شَيْء و سوء و عَن سوء و سيء و وَجِيء و الْمُسِيء و يضيء وَشبهه فان كَانَ السَّاكِن زَائِدا للمد وَكَانَ يَاء اَوْ واوا ابدلا الْهمزَة مَعَ الْيَاء يَاء وَمَعَ الْوَاو واوا وادغما مَا قبلهَا فيهمَا نَحْو قَوْله بَرِيء و النسيء و ثَلَاثَة قُرُوء وَشبهه وَالروم والاشمام جائزان فِي الْحَرْف المتحرك بحركة الْهمزَة وَفِي الْمُبدل مِنْهَا غير الالف ان انضما وَالروم ان انكسرا والاسكان ان انفتحا كالهمزة سَوَاء وان كَانَ السَّاكِن الْفَا سَوَاء كَانَت مبدلة من حرف اصلي اَوْ كَانَت زَائِدَة ابدلت الْهمزَة بعْدهَا الْفَا باى حَرَكَة تحركت ثمَّ حذفت احدى الالفين للساكنين وان شِئْت زِدْت فِي الْمَدّ والتمكين لتفصل بذلك بَينهمَا وَلم تحذف وَذَلِكَ الا وَجه وَبِه ورد النَّص عَن حَمْزَة من طَرِيق خلف وَغَيره وَذَلِكَ نَحْو قَوْله عز وَجل وَالسَّمَاء و إِذا جَاءَ و من مَاء و على سَوَاء و مِنْهُ المَاء و السُّفَهَاء و أَبنَاء و شُهَدَاء وَشبهه حَيْثُ وَقع وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۴۰)
واخْتلفُوا فِي الْمَدّ للهمز. فَقَالَ أَحْمد بن يزِيد عَن قالون عَن نَافِع إِنَّه كَانَ لَا يمد حرفا لحرف وَكَانَ يُمكن الْيَاء الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا كسرة مثل وَفِي أَنفسكُم الذاريات ٢١َ وَالْألف الَّتِي بعْدهَا همزَة مثل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك الْبَقَرَة ٤ وَالْوَاو الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا ضمة مثل قَالُوا آمنا الْبَقَرَة ١٤ وَلَا تَعْتَدوا إِن الله الْبَقَرَة ١٩٠ حَتَّى يتم الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف من غير مد. فَإِذا كَانَت الْهمزَة من الْكَلِمَة مثل من السَّمَاء مَاء الْبَقَرَة ٢٢ وجفَاء الرَّعْد ١٧ وغثاء الْمُؤْمِنُونَ ٤١ وسيئت الْملك ٢٢ وَجِيء بالنبيين الزمر ٦٩ ولتنوء بالعصبة الْقَصَص ٧٦ وتبوء بإثمي الْمَائِدَة ٢٩ السوأى أَن الرّوم ١٠ وأَضَاء لَهُم الْبَقَرَة ٢٠ وَمَا أشبه ذَلِك مد الْحُرُوف مدا وسطا بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَلَا يهمز همزا شَدِيدا وَلَا يسكت على الْيَاء وَالْألف وَالْوَاو الَّتِي قبل الْهمزَة وَإِذا مدهن يصل الْمَدّ بِالْهَمْز ويمد ويحقق الْقِرَاءَة وَلَا يشدد وَيقرب بَين الْمَمْدُود وَغير الْمَمْدُود وَكَذَلِكَ كَانَ مَذْهَب ابْن كثير وَأبي عَمْرو.
وَأما عَاصِم فَلم يرو لنا أَن أحدا قَرَأَ على أبي بكر وَأخذ النَّاس الْقِرَاءَة عَنهُ بعد أبي بكر غير أبي يُوسُف الْأَعْشَى فَذكر أَنه كَانَ يمد مدا وَاحِدًا فِي كل الْحُرُوف لَا يفضل حرفا على حرف فِي مد وَكَانَ مده مشبعا ويسكت بعد الْمَدّ سكتة ثمَّ يهمز. -السبعة فی القرائات، ص۱۳۴--
وَكَانَ حَمْزَة يُمَيّز فِي الْمَدّ بَين الهمزتين المتفقتين المرفوعتين والمفتوحتين والمخفوضتين وَقَالَ خلف عَن سليم أطول الْمَدّ عِنْد حَمْزَة مَا كَانَ مثل تِلْقَاء أَصْحَاب الْأَعْرَاف ٤٧ وجَاءَ أحدهم الْمُؤْمِنُونَ ٩٩ وَكَذَلِكَ مَا أَتَى من الْهَمْز مَفْتُوحًا وَإِن كَانَ همزَة وَاحِدَة مثل يَا أَيهَا الْبَقَرَة ٢١ قَالَ وَالْمدّ الَّذِي دون ذَلِك خَائِفين الْبَقَرَة ١١٤ وَالْمَلَائِكَة الْبَقَرَة ٣١ ويَا بني إِسْرَائِيل الْبَقَرَة ٤٠ وأقصر الْمَدّ أُولَئِكَ الْبَقَرَة ٥.
ذكر لي ذَلِك الْحسن بن الْعَبَّاس بن أبي مهْرَان الرَّازِيّ قَالَ قَرَأت على أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن أَحْمد الْخياط الْكُوفِي قَالَ وَقَالَ لي قَرَأت على مُحَمَّد بن حبيب الشموني وَقَالَ الشموني قَرَأت على أبي يُوسُف الْأَعْشَى وَقَرَأَ أَبُو يُوسُف على أبي بكر وَأَخْبرنِي الْقَاسِم بن أَحْمد الْخياط فِي كِتَابه إِلَى أَنه قَرَأَ على مُحَمَّد بن حبيب الشموني الْقُرْآن كُله ثمَّ ذكر نَحوا مِمَّا ذكر الْحسن بن الْعَبَّاس عَنهُ. وَقَالَ عبد الله بن صَالح الْعجلِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه كَانَ يمد حرفا بِحرف. حَدثنِي أَبُو جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ قَالَ حَدثنَا منْجَاب بن الْحَارِث قَالَ حَدثنَا شريك قَالَ كَانَ عَاصِم صَاحب همز وَمد وَقِرَاءَة شَدِيدَة وَحدثنَا الْجمال قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن يزِيد عَن عبد الله بن صَالح بذلك.وَأما الْكسَائي فَإِن مده كُله كَانَ وسطا بَين ذَلِك وَلَا يسكت على الْمَدّ قبل الْهمزَة وَمذهب ابْن عَامر كمذهب الْكسَائي فِي ذَلِك كُله وَقَالَ سليم قَالَ حَمْزَة إِذا مددت الْحَرْف ثمَّ همزت فالمد يجزىء عَن السكت قبل الْهمزَة وَقَالَ خَلاد عَن سليم عَن حَمْزَة الْمَدّ كُله وَاحِد. --السبعة فی القرائات، صص۱۳۵-۱۳۶--