کلمه: تَشّْبَهَ سوره: البقرة آیه: 70
تَشّْبَهَ مـقـایـسه
التبيان في تفسير القرآن

القراء كلهم على تخفيف الشين مفتوحة الهاء. وقرأ الحسن: بتشديد الشين، وضم الهاء. وقرأ الأعمش إن البقر متشابه. وكذا هو في مصحف ابن مسعود والمعمول على ما عليه القراء وما هو في المصحف المعروف.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۲۹۸)

حجّت
فمن ذكر نصب الهاء من تشابه يعني التبس واشتبه. ومن انث رفع الهاء لانه يريد يتشابه علينا.
(التبيان في تفسير القرآن، ج‏۱، ص۲۹۸)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل

وقرىء تشابه بمعنى تتشابه بطرح التاء وادغامها في الشين وتشابهت ومتشابهة ومتشابه.
وقرأ محمد ذو الشامة إن الباقر يشابه بالياء والتشديد.
(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۱۵۱)

البحر المحيط في التفسير

قرأ الجمهور: تشابه، جعلوه فعلا ماضيا على وزن تفاعل، مسند الضمير البقر، على أن البقر مذكر. وقرأ الحسن: تشابه، بضم الهاء، جعله مضارعا محذوف التاء، وماضيه تشابه، وفيه ضمير يعود على البقر، على أن البقر مؤنث. وقرأ الأعرج: كذلك، إلا أنه شدّد الشين، جعله مضارعا وماضيه تشابه، أصله: تتشابه، فأدغم، وفيه ضمير يعود على البقر. وروي أيضا عن الحسن، وقرأ محمد المعيطي، المعروف بذي الشامة: تشبه علينا. وقرأ مجاهد: تشبه، جعله ماضيا على تفعل. وقرأ ابن مسعود: يشابه، بالياء وتشديد الشين، جعله مضارعا من تفاعل، ولكنه أدغم التاء في الشين. وقرئ: متشبه، اسم فاعل من تشبه. وقرأ بعضهم: يتشابه، مضارع تشابه، وفيه ضمير يعود على البقر وقرأ أبي: تشابهت. وقرأ الأعمش: متشابه ومتشابهة. وقرأ ابن أبي إسحاق: تشابهت، بتشديد الشين مع كونه فعلا ماضيا، وبتاء التأنيث آخره. فهذه اثنا عشر قراءة.
(البحر المحيط في التفسير، ج۱، ص۴۱۰)

حجّت
وتوجيه هذه القراءات ظاهر، إلا قراءة ابن أبي إسحاق تشابهت، فقال بعض الناس: لا وجه لها. وتبيين ما قاله: إن تشديد الشين إنما يكون بإدغام التاء فيها، والماضي لا يكون فيه تاءان، فتبقى إحداهما وتدغم الأخرى. ويمكن أن توجه هذه القراءة على أن أصله: اشابهت، والتاء هي تاء البقرة، وأصله أن البقرة اشابهت علينا، ويقوي ذلك لحاق تاء التأنيث في آخر الفعل، أو اشابهت أصله: تشابهت، فأدغمت التاء في الشين واجتلبت همزة الوصل. فحين أدرج ابن أبي إسحاق القراءة، صار اللفظ: أن البقرة اشابهت، فظن السامع أن تاء البقرة هي تاء في الفعل، إذ النطق واحد، فتوهم أنه قرأ: تشابهت، وهذا لا يظن بابن أبي إسحاق، فإنه رأس في علم النحو، وممن أخذ النحو عن أصحاب أبي الأسود الدؤلي مستنبط علم النحو. وقد كان ابن أبي إسحاق يزري على العرب وعلى من يستشهد بكلامهم، كالفرزدق، إذا جاء في شعرهم ما ليس بالمشهور في كلام العرب، فكيف يقرأ قراءة لا وجه‏ لها، وأن البقر تعليل للسؤال، كما تقول: أكرم زيدا إنه عالم، فالحامل لهم على السؤال هو حصول تشابه البقر عليهم.
(البحر المحيط في التفسير، ج۱، ص۴۱۰)