وأكثر النحويين على الجزم في نقاتل مع النون، وقالوا: لا يجوز غير الجزم. وأجاز الزجاج الرفع على ضعف فيه على تقرير: فانا نقاتل في سبيل اللَّه. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۲۸۸--
حجّت
ولو كان بالتاء لجاز الرفع على أن يكون صفة للملك. والجزم على الجواب، كما قال فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي بالجزم، والرفع. ولو كان نقاتل معه لحسن الرفع أيضاً لعائد الذكر، ولا يجوز أن تقول: الذي مررت زيد، تريد: به. ودخلت (أن) في قوله: ما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وأسقطت في قوله: وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ لأحد ثلاثة أشياء: أولها دخلت (أن) لتدل أن فيه معنى: ما منعنا من أن نقاتل، كما دخلت الباء في خبر هل لما تضمنت معنى ما قال الفرزدق يهجو جريراً، ويذكر أن أباه كان ينكح اتاناً.
يقول إذا اقلولى عليها وأقردت/ ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
معنى اقلولى: علاها، ومعنى أقردت: ذلت.
وأما سقوطها في الموضع الآخر، فعلى الأصل كأنه قيل: ما لنا غير مقاتلين، كما قال: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ هذا قول الفراء.
الثاني- أن تكون (أن) زائدة في قول الأخفش، وهو ضعيف، لأنه لا يجوز الحمل على الزيادة لا لضرورة.
الثالث- على حذف الواو كأنه قال: وما لنا ولأن نقاتل، كما قالوا: إياك أن تتكلم بمعنى إياك وأن تتكلم. قال الرماني: وهذا ليس بالوجه، لأنه لا يحكم أحد بالحذف، ولا بالزيادة إلا عند الضرورة. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۲۸۹--