القطع على ما لعمري حسن ولكن الائتناف لما بعدها قبيح، لأنه منصوب مردود على ما قبله أو بمعنى ما بين بعوضة.
(القطع والائتناف، ص۴۷)
قال أحمد بن جعفر الدينوري وأحمد بن محمد النحاس: مثلاً ما وقف حسن. --المكتفى في الوقف والابتدا، ص۲۰--
يبنى الوقف على ما وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما وبعوضة قريء بعوضة بالرفع والنصب والجر فنصبها من سبعة أوجه كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة أو صفة لما أو عطف بيان لمثلاً أو بدلاً منه أو مفعولاً بيضرب ومثلاً حال تقدمت عليها أو مفعولاً ثانياً ليضرب أو منصوبة على إسقاط بين والتقدير ما بين بعوضة فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها أنشد الفراء يا أحسن الناس ما قرناً إلى قدم ولا حبال محب واصل يصل أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أنَّ معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبر المبتدأ محذوف أي ما هي بعوضة أو أنَّ ما استفهامية وبعوضة خبرها أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة وجرها من وجه واحد وهي كونها أي بعوضة بدلاً من مثلاً على توهم زيادة الباء والأصل إن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تاماً ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافياً لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظاً لا معنى وكذلك يكون الوقف على ما كافياً إذا جعلت ما توكيد لأنها إذا جعلت تأكيد لم يوقف على ما قبلها وإما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلاً فلا يحسن الوقف على ما لأنَّ بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما أو نصبت بدلاً من مثلاً أو كونها على إسقاط الجار أو على أنَّ ما موصولة لأنَّ الجملة بعدها صلتها ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أنَّ ما استفهامية وبعوضة خبرها أو جرت بعوضة بدلاً من مثلاً ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدة تعلق ما بعدها بما قبلها وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه وهذا الوقف جدير بإن يخص بتأليف. --منار الهدی، ج۱، صص۸۹-۹۰ --
في بعوضة أربعة أوجه: إحداهن أن تنصبها على الإتباع لـ المثل وتجعل ما توكيدًا، كأنك قلت: مثلا بعوضة فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على ما. والوجه الثاني أن تنصب ما على الإتباع لـ المثل وتنصب البعوضة على إسقاط بين كأنه قال: مثلاً ما بين بعوضة فلما أسقط الخافض نصب لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد.
أنشدنا أبو العباس:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محب واصل تصل
أراد: ما بين قرن إلى قدم. فلما أسقط «البين» نصب. وعلى هذا المذهب لا يحسن أن تقف على قوله: مثلاً ما لأن البعوضة في صلة ما. والوجه الثالث أن تنصب البعوضة في صلة ما. والوجه الثالث أن تنصب البعوضة على الإتباع لـ ما وتنصب ما على الإتباع لـ المثل، فعلى هذا المذهب أيضًا لا يحسن الوقف على ما لأن البعوضة متممة لـ ما. ويجوز في العربية مثلاً ما بعوضة بالرفع على معنى ما هي بعوضة، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على ما لأن البعوضة في الصلة. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۵۰۶--