الكتاب: دليل الحيران علی مورد الظمآن في فني الرسم والضبط 253 عدد الصفحات: 301 المؤلف/المؤلفون: ابراهیم بن احمد المارغنی التونسی، زکریا عمیرات
This is where your will put whatever you like...
واواً أو یاء نحو (الصلوة) و (مولیه) فذکر فیه قولین: أحدهما أن الألف الملحقة لا تکون معانقة للام خارجة إلی یمناه وإلی ذلک أشار بقوله «ما لم تکن بواو أو یاء أتت» وسکت عن بیان موضعها استغناءً بما قدمه فی قوله «وما بواو أو بیاء کتبا» البیت. من أنه یلحق علی الواو والیاء. وهذا القو اقتصر علیه الدانی وهو المعمول به. والقول الثانی وهو مذهب أبی داود أنک تلحقها معانقة للام خارجة إلی یمناه وهو معنی قوله «وقیل یمناه بکل أُلحقت» أی تلحق یمینه سواء کانت مما حذف اختصاراً أو لوجود عوضه. ولا بد علی هذا القول من أن یبتدأَ بالإلحاق من رأس الحرف المعوض ویمر به إلی جهة الیمین خارجاً إلی یمین اللام ماراً إلی أعلاه کما نصوا علیه، ولیس فی کلام الناظم ما یشعر بذلک. وأطلق فی کلامه ومراده التقیید بما لم یقع بعده ساکن نحو (الأعلی الذی) و (مولی) فإنه لا یحلق لا یمین ولا یسار. والباء فی قوله «بواو» للمصاحبة وفی قوله «بکل» بمعنی «فی». ثم قال:
(۵۸۹) لَکن مِّنِ اسْمِ اللهِ رَسْماً حُطَّا
وَاللاَّتِ بالإِلْـحَاقِ فَـرْقاً خُـطَّا
لم قدم أن الألف المعانقة للام إذا حذفت لا بد من إِلحاقها وکان من جملة ما یدخل فی ذلک لفظ الجلالة وهو «الله» إذ هو مما حذفت منه الألف المعانقة للام، استدرک الکلام علیه هنا لکون حکمه مخالفاً لما تقدم فقال «لکن من اسم الله رسماً حطا» یعنی أن ألف اسم الله لا تلحق بل تحذف من الخط رأساً، وإنما تثبت لفظاً خاصة. ومراده باسم الله لفظ «الله» علی أی وجه ورد سواء کان مجرداً من الزوائد نحو (الله ربنا). (قال الله).  (الی الله) أو اتصلت الزوائد بأوله نحو (بالله) و (تالله) أو بآخره نحو «اللهم» لأن لفظ الله موجود فی الجمیع والزوائد لا عبرة بها. وقوله «رسما» احترز به من اللفظ، وعبر به عن النقط تسامحاً لهذا المقصد وهو الاحتراز من اللفظ. وقوله «حطا» فی الشعر الأول بحاء مهملة بمعنی ترک وأسقط والضمیر المستتر فیه عائد علی الألف المحذوف. وإنما لم یلحق الألف فی لفظ الجلالة مع کونه متوسطاً موجوداً فی اللفظ ـ والقاعدة فیما کان هکذا لزوم إلحاقه ـ لما أشار إلیه فی الشطر الثانی وهو القصد إلی أن یفرق بینه وبین اللات الذی هو اسم صنم وهو المذکور فی قوله تعالی (أَفرأیتم اللات والعزی) [النجم: ۱۹] لا سیما علی مذهب من یقف علیه بالهاء، ولو عکس لحصل الفرق أیضاً لکن لما کان لفظ الجلالة کثیر الدور ناسبه التخفیف بخلاف اللات إذ لم یرد إلا فی موضع واحد.
فإن قلت: الفرق بینهما موجود خطاً بکون آخر اسم الجلالة هاء وآخر اسم الصنم تاء. فالجواب أنهم قصدوا بذلک تقویة الفرق بینهما وتأکیده فمهما أمکنهم فرق أتوا به
واواً أو یاء نحو (الصلوة) و (مولیه) فذکر فیه قولین: أحدهما أن الألف الملحقة لا تکون معانقة للام خارجة إلی یمناه وإلی ذلک أشار بقوله «ما لم تکن بواو أو یاء أتت» وسکت عن بیان موضعها استغناءً بما قدمه فی قوله «وما بواو أو بیاء کتبا» البیت. من أنه یلحق علی الواو والیاء. وهذا القو اقتصر علیه الدانی وهو المعمول به. والقول الثانی وهو مذهب أبی داود أنک تلحقها معانقة للام خارجة إلی یمناه وهو معنی قوله «وقیل یمناه بکل أُلحقت» أی تلحق یمینه سواء کانت مما حذف اختصاراً أو لوجود عوضه. ولا بد علی هذا القول من أن یبتدأَ بالإلحاق من رأس الحرف المعوض ویمر به إلی جهة الیمین خارجاً إلی یمین اللام ماراً إلی أعلاه کما نصوا علیه، ولیس فی کلام الناظم ما یشعر بذلک. وأطلق فی کلامه ومراده التقیید بما لم یقع بعده ساکن نحو (الأعلی الذی) و (مولی) فإنه لا یحلق لا یمین ولا یسار. والباء فی قوله «بواو» للمصاحبة وفی قوله «بکل» بمعنی «فی». ثم قال:
(۵۸۹) لَکن مِّنِ اسْمِ اللهِ رَسْماً حُطَّا
وَاللاَّتِ بالإِلْـحَاقِ فَـرْقاً خُـطَّا
لم قدم أن الألف المعانقة للام إذا حذفت لا بد من إِلحاقها وکان من جملة ما یدخل فی ذلک لفظ الجلالة وهو «الله» إذ هو مما حذفت منه الألف المعانقة للام، استدرک الکلام علیه هنا لکون حکمه مخالفاً لما تقدم فقال «لکن من اسم الله رسماً حطا» یعنی أن ألف اسم الله لا تلحق بل تحذف من الخط رأساً، وإنما تثبت لفظاً خاصة. ومراده باسم الله لفظ «الله» علی أی وجه ورد سواء کان مجرداً من الزوائد نحو (الله ربنا). (قال الله).  (الی الله) أو اتصلت الزوائد بأوله نحو (بالله) و (تالله) أو بآخره نحو «اللهم» لأن لفظ الله موجود فی الجمیع والزوائد لا عبرة بها. وقوله «رسما» احترز به من اللفظ، وعبر به عن النقط تسامحاً لهذا المقصد وهو الاحتراز من اللفظ. وقوله «حطا» فی الشعر الأول بحاء مهملة بمعنی ترک وأسقط والضمیر المستتر فیه عائد علی الألف المحذوف. وإنما لم یلحق الألف فی لفظ الجلالة مع کونه متوسطاً موجوداً فی اللفظ ـ والقاعدة فیما کان هکذا لزوم إلحاقه ـ لما أشار إلیه فی الشطر الثانی وهو القصد إلی أن یفرق بینه وبین اللات الذی هو اسم صنم وهو المذکور فی قوله تعالی (أَفرأیتم اللات والعزی) [النجم: ۱۹] لا سیما علی مذهب من یقف علیه بالهاء، ولو عکس لحصل الفرق أیضاً لکن لما کان لفظ الجلالة کثیر الدور ناسبه التخفیف بخلاف اللات إذ لم یرد إلا فی موضع واحد.
فإن قلت: الفرق بینهما موجود خطاً بکون آخر اسم الجلالة هاء وآخر اسم الصنم تاء. فالجواب أنهم قصدوا بذلک تقویة الفرق بینهما وتأکیده فمهما أمکنهم فرق أتوا به
من 301