Book: دليل الحيران علی مورد الظمآن في فني الرسم والضبط 129 Number of Pages: 301 Author(s): ابراهیم بن احمد المارغنی التونسی، زکریا عمیرات
This is where your will put whatever you like...
إلیه تنبیهاً علی توسعهم فیها. وأما الصورة التی تجعل لها کـ «عین» صغری أو نقطة صفراء أو حمراء، فلم تکن فی المصاحف العثمانیة بل هی محدثة للإیضاح. والأصل فی الهمز التحقیق وبقابله التخفیف وهو لغة أهل الحجاز وأنواعه ثلاثة: أحدها: التسهیل بین بین أی جعل الهمزة حرفاً مخرجه بین مخرج المحققة ومخرج حرف المد المجانس لحرکة الهمزة، أو حرکة الحرف الذی قبلها. وهذا النوع هو الأصل فی الهمزة المتحرکة المتحرک ما قبلها والهمزة المسهلة بین بین محرکة عند البصریین وساکنة عند الکوفیین ولکل دلیل محله غیر هذا. ثانیها: الإبدال وهو الأصل فی الهمزة الساکنة. ثالثها: الحذف ولم یات إلا فی المتحرکة ینقسم الی قسمین: حذف للهمزة مع حرکتها ویعبر عنه بالإسقاط، وحذف لها بعد نقل حرکتها ویعبر عنه بالنقل وهی مرادة فی القسمین إلا أنها فی القسم الأول لم یدل علیها، وفی القسم الثانی دل علیها بحرکتها المنقولة.
واعلم أن الأصل أن تکتب الهمزة بصورة الحرف الذی تؤول إلیه فی التخفیف أَو تقرب منه ما لم تکن أولاً فتکتب حینئذِ ألفاً. وقد نظم ذلک ابن معطی فی بیت فقال:
(۳۱۰) وکتبوا الهمز علی التخفیف
واو لا بالألــف الـــمعروف
فإن کانت الهمزة تخفف ألفاً أو کالألف فقیاسها أن تکتب ألفاً، وإن کانت تخفف یاءً أو کالیاءِ فقیاسها أن تکتب یاءً، وإن کانت تخفف واواً أو کالواو فقیاسها أن تکتب واواً، وإن کانت تخفف بالحذف بنقل أو غیره فتحذف ما لم تکن أولاً فتکتب حینئذ ألفاً سواءٌ اتصل بها حرف زائد نحو «سأَصرف» أو لا نحو «أنعمت» إشعاراً بحالة الابتداء. هذا هو القیاس لمعنی مقصود ووجه مستقیم یعلمه من قدر للسلف الصالح قدرهم وعرف لهم حقهم رضی الله عنهم. ثم قال:
(۳۱۱) فَـأَوَّلٌ بِأَلِــفٍ یُصَوَّرُ
وَمَا یُزَادُ قَبْلُ لاَ یُعْتَبَرُ
(۳۱۲) نَحْوٍ بِأَنَّ وَسَأُلْقِی وَفَإِنْ
..............................
الهمزة تقع أول الکلمة ووسطها وطرفها، وقد ابتدأَ الناظم بالکلام علی المبتدأَة فأخبر مع إطلاق الحکم الذی یشیر به الی اتفاق شیوخ النقل بأن الهمزة الواقعة فی أول الکلمة تصور ألفاً سواءٌ تحرکت بالکسر أم بالفتح أم بالضم، وأن ما یزاد قبل الهمز علی بنیة الکلمة کالباء والسین والفاء لا یعتبر أی لا يعد من نفس الکلمة حتی تصیر الهمزة به متوسطة بل تبقی علی حکم الابتداء فتصور ألفاً سواء تحرکت أیضاً بالکسر أم بالفتح أم بالضم. فمثال الهمزة المبتدأة مفتوحة ومضمومة ومکسورة «أَنعمت» و «أُولئک» و «إیاک» ، ومثال الهمزة التی قبلها مزید مفتوحة ومضمومة ومکسورة ما أشار الیه الناظم بقوله نحو «بأَنْ» و «سأُلقی» و «فإِن» .
دلیلالحیران/ م ۹
إلیه تنبیهاً علی توسعهم فیها. وأما الصورة التی تجعل لها کـ «عین» صغری أو نقطة صفراء أو حمراء، فلم تکن فی المصاحف العثمانیة بل هی محدثة للإیضاح. والأصل فی الهمز التحقیق وبقابله التخفیف وهو لغة أهل الحجاز وأنواعه ثلاثة: أحدها: التسهیل بین بین أی جعل الهمزة حرفاً مخرجه بین مخرج المحققة ومخرج حرف المد المجانس لحرکة الهمزة، أو حرکة الحرف الذی قبلها. وهذا النوع هو الأصل فی الهمزة المتحرکة المتحرک ما قبلها والهمزة المسهلة بین بین محرکة عند البصریین وساکنة عند الکوفیین ولکل دلیل محله غیر هذا. ثانیها: الإبدال وهو الأصل فی الهمزة الساکنة. ثالثها: الحذف ولم یات إلا فی المتحرکة ینقسم الی قسمین: حذف للهمزة مع حرکتها ویعبر عنه بالإسقاط، وحذف لها بعد نقل حرکتها ویعبر عنه بالنقل وهی مرادة فی القسمین إلا أنها فی القسم الأول لم یدل علیها، وفی القسم الثانی دل علیها بحرکتها المنقولة.
واعلم أن الأصل أن تکتب الهمزة بصورة الحرف الذی تؤول إلیه فی التخفیف أَو تقرب منه ما لم تکن أولاً فتکتب حینئذِ ألفاً. وقد نظم ذلک ابن معطی فی بیت فقال:
(۳۱۰) وکتبوا الهمز علی التخفیف
واو لا بالألــف الـــمعروف
فإن کانت الهمزة تخفف ألفاً أو کالألف فقیاسها أن تکتب ألفاً، وإن کانت تخفف یاءً أو کالیاءِ فقیاسها أن تکتب یاءً، وإن کانت تخفف واواً أو کالواو فقیاسها أن تکتب واواً، وإن کانت تخفف بالحذف بنقل أو غیره فتحذف ما لم تکن أولاً فتکتب حینئذ ألفاً سواءٌ اتصل بها حرف زائد نحو «سأَصرف» أو لا نحو «أنعمت» إشعاراً بحالة الابتداء. هذا هو القیاس لمعنی مقصود ووجه مستقیم یعلمه من قدر للسلف الصالح قدرهم وعرف لهم حقهم رضی الله عنهم. ثم قال:
(۳۱۱) فَـأَوَّلٌ بِأَلِــفٍ یُصَوَّرُ
وَمَا یُزَادُ قَبْلُ لاَ یُعْتَبَرُ
(۳۱۲) نَحْوٍ بِأَنَّ وَسَأُلْقِی وَفَإِنْ
..............................
الهمزة تقع أول الکلمة ووسطها وطرفها، وقد ابتدأَ الناظم بالکلام علی المبتدأَة فأخبر مع إطلاق الحکم الذی یشیر به الی اتفاق شیوخ النقل بأن الهمزة الواقعة فی أول الکلمة تصور ألفاً سواءٌ تحرکت بالکسر أم بالفتح أم بالضم، وأن ما یزاد قبل الهمز علی بنیة الکلمة کالباء والسین والفاء لا یعتبر أی لا يعد من نفس الکلمة حتی تصیر الهمزة به متوسطة بل تبقی علی حکم الابتداء فتصور ألفاً سواء تحرکت أیضاً بالکسر أم بالفتح أم بالضم. فمثال الهمزة المبتدأة مفتوحة ومضمومة ومکسورة «أَنعمت» و «أُولئک» و «إیاک» ، ومثال الهمزة التی قبلها مزید مفتوحة ومضمومة ومکسورة ما أشار الیه الناظم بقوله نحو «بأَنْ» و «سأُلقی» و «فإِن» .
دلیلالحیران/ م ۹
From 301