«والذاریات» وأنهما حکیا قولاً بإثبات الألف فی کل ما وقع من لفظ (ساحر) المنکر من غیر استثناء لفظ منه، ثم أخبر فی الشطر الأخیر عن سلیمان وهو أبو داود بإثبات الف ساحر المعرف. أما (ساحر) المنکر ففی «الأعراف» (وأرسل فی المدائن حاشرین یأتوک بکل ساحر علیم) [۱۱۲] وهو متعدد فی «یونس» وغیرها. وأما (ساحر) الآخر فی سورة «والذاریات» المستثنی فهو (ما أتی الذین من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) [۵۲] واحترز بالآخر عن الأول فیها وهو (فتول برکنه وقال ساحر أو مجنون) [۳۹] وأما المعرف من لفظ (ساحر) المثبت لأبی داود ففی «طه» (ولا یفلح الساحر حیث أتی) [۶۹] وفی «الزخرف» (وقالوا یا أیها الساحر) [۴۹] وهذا من المواضع التی تبرع الناظم فیها بذکر الإثبات. وکما أن هذا اللفظ مثبت لأبی داود کذلک هو أیضاً مثبت لأبی عمرو إذ هو علی وزن فاعل الآتی ثبته عنه.
واعلم أن موضوع نص الناظم فی (ساحر) بالخلاف فی الحذف والإثبات إنما هو فیما اتفق القراء فیه علی صیغة اسم الفاعل نحو (فقالوا ساحر کذاب) [غافر: ۲۰] واختلفو فی قراءته بصیغة اسم الفاعل، أو صیغة فعَّال. وقرأه نافع بصیغة اسم الفاعل وذلک فی «الأعراف» (یأتوک بکل ساحر علیم) [۱۱۲] وفی ثانی «یونس» (وقال فرعون ائتونی بکل ساحر علیم) [۷۹] والعمل عندنا علی حذف ألف (ساحر) المنکر حیث وقع إلا (ساحر) الآخر فی سورة «والذاریات» فألفه ثابتة، وعلی إثبات ألف (الساحر) المعرف حیث وقع. وقوله «غیر» منصوب علی الاستثناه وهو علی حذف مضاف أی غیر «ساحر» الذاریات. و «الآخر» بکسر الخاء نعت للمضاف المحذوف. ثم قال:
(۲۳۰) وَعَنْهُ فی لَسَاحِرَانِ الْحَذْفُ
وَعَنْهُمَا فی سَاحِرَانِ الْخُلْفُ
أخبر عن أبی داود بحذف «لساحران» المقترن باللام، وعن الشیخین بالخلاف فی ألف (ساحران) الخالی من اللام ومراده الألف الأولی فیهما، لأن الألف الثانیة هی الألف التی یختص بها المثنی وقد تقدم حکمهما أما (لساحران) ففی «طه» (إن هذان لساحران) [۶۳] وأما (ساحران) ففی «القصص» (قالوا لساحران تظاهرا) [۴۸] وقد قرأه الکوفیون بکسر السین وسکون الحاء من غیر ألف بینهما، والعمل عندنا علی حذف الألف فی (لساحران) و (ساحران) ثم قال:
(۲۳۱) قالَ وَعَنْهُ حَذْفُ حَاشَ مَعْ تِبْیَانَا
مَعایِــشٍ أَضْغَــاثُ مَــعْ أَکْــنَانَا
أخبر عن أبی داود بحذف ألف (حاش) و (تبیاناً) و (معایش) و (أضغاث) و (أکنانا) أما (حاش) ففی «یوسف» (قلن حاش لله ما هذا بشراً) [۳۱]. (قلن حاش لله ما علمنا علیه من سوء) [۵۱] ولم یختلف القراء فی إثبات الألف بعد الحاء وإنما

«والذاریات» وأنهما حکیا قولاً بإثبات الألف فی کل ما وقع من لفظ (ساحر) المنکر من غیر استثناء لفظ منه، ثم أخبر فی الشطر الأخیر عن سلیمان وهو أبو داود بإثبات الف ساحر المعرف. أما (ساحر) المنکر ففی «الأعراف» (وأرسل فی المدائن حاشرین یأتوک بکل ساحر علیم) [۱۱۲] وهو متعدد فی «یونس» وغیرها. وأما (ساحر) الآخر فی سورة «والذاریات» المستثنی فهو (ما أتی الذین من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) [۵۲] واحترز بالآخر عن الأول فیها وهو (فتول برکنه وقال ساحر أو مجنون) [۳۹] وأما المعرف من لفظ (ساحر) المثبت لأبی داود ففی «طه» (ولا یفلح الساحر حیث أتی) [۶۹] وفی «الزخرف» (وقالوا یا أیها الساحر) [۴۹] وهذا من المواضع التی تبرع الناظم فیها بذکر الإثبات. وکما أن هذا اللفظ مثبت لأبی داود کذلک هو أیضاً مثبت لأبی عمرو إذ هو علی وزن فاعل الآتی ثبته عنه.
واعلم أن موضوع نص الناظم فی (ساحر) بالخلاف فی الحذف والإثبات إنما هو فیما اتفق القراء فیه علی صیغة اسم الفاعل نحو (فقالوا ساحر کذاب) [غافر: ۲۰] واختلفو فی قراءته بصیغة اسم الفاعل، أو صیغة فعَّال. وقرأه نافع بصیغة اسم الفاعل وذلک فی «الأعراف» (یأتوک بکل ساحر علیم) [۱۱۲] وفی ثانی «یونس» (وقال فرعون ائتونی بکل ساحر علیم) [۷۹] والعمل عندنا علی حذف ألف (ساحر) المنکر حیث وقع إلا (ساحر) الآخر فی سورة «والذاریات» فألفه ثابتة، وعلی إثبات ألف (الساحر) المعرف حیث وقع. وقوله «غیر» منصوب علی الاستثناه وهو علی حذف مضاف أی غیر «ساحر» الذاریات. و «الآخر» بکسر الخاء نعت للمضاف المحذوف. ثم قال:
(۲۳۰) وَعَنْهُ فی لَسَاحِرَانِ الْحَذْفُ
وَعَنْهُمَا فی سَاحِرَانِ الْخُلْفُ
أخبر عن أبی داود بحذف «لساحران» المقترن باللام، وعن الشیخین بالخلاف فی ألف (ساحران) الخالی من اللام ومراده الألف الأولی فیهما، لأن الألف الثانیة هی الألف التی یختص بها المثنی وقد تقدم حکمهما أما (لساحران) ففی «طه» (إن هذان لساحران) [۶۳] وأما (ساحران) ففی «القصص» (قالوا لساحران تظاهرا) [۴۸] وقد قرأه الکوفیون بکسر السین وسکون الحاء من غیر ألف بینهما، والعمل عندنا علی حذف الألف فی (لساحران) و (ساحران) ثم قال:
(۲۳۱) قالَ وَعَنْهُ حَذْفُ حَاشَ مَعْ تِبْیَانَا
مَعایِــشٍ أَضْغَــاثُ مَــعْ أَکْــنَانَا
أخبر عن أبی داود بحذف ألف (حاش) و (تبیاناً) و (معایش) و (أضغاث) و (أکنانا) أما (حاش) ففی «یوسف» (قلن حاش لله ما هذا بشراً) [۳۱]. (قلن حاش لله ما علمنا علیه من سوء) [۵۱] ولم یختلف القراء فی إثبات الألف بعد الحاء وإنما