قرأ أبو عمرو والكسائي على أبصارهم بالإمالة والباقون بالتفخيم وللقراء في الإمالة مذاهب يطول شرحها.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۱۲۹)
والإمالة في أبصارهم جائزة، وقد قرئ بها، وقد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء، إذ لولاها لما جازت الإمالة، وهذا بتمامه مذكور في النحو.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۸۱)
وامال ابو عَمْرو وَالْكسَائِيّ فِي رِوَايَة الدوري كل الف بعْدهَا رَاء مجرورة هِيَ لَام الْفِعْل نَحْو على انصارهم وءاثرهم وَالنَّار والقهار والغار وبقنطار وبدينار والابرار وَشبهه وتابعهما ابو الْحَرْث على الامالة فِيمَا تَكَرَّرت فِيهِ الرَّاء من ذَلِك نَحْو قَرَار والاشرار والابرار واخلص الْفَتْح فِيمَا عدا ذَلِك وَيَأْتِي الِاخْتِلَاف فِي قَوْله جرف هار (٩ : ١٠٩) فِي مَوْضِعه وَقَرَأَ ورش جَمِيع ذَلِك بَين اللَّفْظَيْنِ وَتَابعه حَمْزَة على مَا كَانَ من ذَلِك الرَّاء فِيهِ مكررة وعَلى قَوْله القهار حيق وَقع وَدَار الْبَوَار (١٤ : ٢٨) لَا غير واخلص الْفَتْح فِيمَا بَقِي وامال ابْن ذكْوَان من قراءتي على فَارس ابْن احْمَد وعَلى ابي الْقَاسِم الْفَارِسِي الى حِمَارك وَالْحمار فِي الْبَقَرَة (٢ : ٢٥٩) وَالْجُمُعَة (٦٢ : ٥) لَا غير وَقَرَأَ الْبَاقُونَ باخلاص الْفَتْح فِي الْبَاب كُله. --التیسیر فی القرائات السبع، صص ۴۹- ۴۸--
وَكَانَ نَافِع لَا يمِيل الْألف الَّتِي تَأتي بعْدهَا رَاء مَكْسُورَة مثل أَصْحَاب النَّار الْبَقَرَة ٣٩ ومن قَرَار إِبْرَاهِيم ٢٦ والْأَبْرَار آل عمرَان ١٩٣ والأشرار ص ٦٢ ودَار الْبَوَار إِبْرَاهِيم ٢٨ والْأَبْصَار آل عمرَان ١٣ وبقنطار آل عمرَان ٧٥ وبِدِينَار آل عمرَان ٧٥ ودِيَارهمْ الْبَقَرَة ٨٥ وعلى آثَارهم الْمَائِدَة ٤٦. بل كَانَ فِي ذَلِك كُله بَين الْفَتْح وَالْكَسْر وَهُوَ إِلَى الْفَتْح أقرب. وَأما الْكسَائي فروى عَنهُ أَبُو الْحَارِث أَنه لم يمِيل من ذَلِك شَيْئا إِلَّا إِذا تَكَرَّرت الرَّاء فِي مَوضِع الْخَفْض مثل الأشرار ومن قَرَار والْأَبْرَار وَكَانَ أَبُو عمر الدوري يروي عَنهُ أَنه كَانَ يمِيل كل ألف بعْدهَا رَاء مَكْسُورَة.
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يمِيل كل ألف بعْدهَا رَاء فِي مَوضِع اللَّام من الْفِعْل. وَهِي مَكْسُورَة والكلمة فِي مَوضِع خفض إِلَّا فِي حُرُوف يسيرَة مثل قَوْله تَعَالَى وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى النِّسَاء ٣٦ وجبارين الْمَائِدَة ۲۲ فَإِنَّهُ كَانَ لَا يمِيل فِي هذَيْن الحرفين. وَقد اخْتلف عَنهُ فِي الحرفين فروى عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه عَن أبي عَمْرو وَالْجَار وجبارين ممالة وروى اليزيدي عَنهُ غير ممالة وَأَنه كَانَ يمِيل قَوْله كالفجار ص ٢٨ وبقنطار آل عمرَان ٧٥ وفِي الْغَار التَّوْبَة ٤٠. وَإِذا كَانَت الرَّاء فِي مَوضِع الْعين من الْفِعْل كعين فَاعل لم يمل ألف فَاعل مثل قَوْله مغتسل بَارِد ص ٤٢ والبارئ المصور الْحَشْر ٢٤ ومن كل شَيْطَان مارد الصافات ٧ وَمَا كَانَ مثل ذَلِك
وروى عَنهُ مَحْبُوب بن الْحسن وعباس والأصمعي بِخَارِجِينَ الْبَقَرَة ١٦٧ ممالة وَلم يروها غَيرهم. وَهَذَا خلاف مَا عَلَيْهِ الْعَامَّة من أَصْحَاب أبي عَمْرو مَعَ فتح إمالة الْخَاء لاستعلائها. وَلَو كَانَت الْقِرَاءَة قِيَاسا إِذن للَزِمَ من أمال فِي الْغَار وبِخَارِجِينَ أَن يمِيل بطارد الْمُؤمنِينَ الشُّعَرَاء ١١٤ والغارمين التَّوْبَة ٦٠. --السبعة فی القرائات، صص۱۴۹- ۱۵۰--
واختلفوا في الميم فكان ابن كثير يصل الميم بواو انضمت الهاء قبلها أو انكسرت فيقول عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين (فاتحة الكتاب ۷) وعلى قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشوة (البقرة ۷). -- السبعة فی القرائات، ص۱۰۸--