استوى أهل الحجاز على الفتح، ونجد على الإمالة. وقرىء في السبعة بهما.
(البحر المحيط فى التفسير، ج۱، ص۲۱۷)
فاذا كَانَت الْهمزَة اول كلمة وحرف الْمَدّ آخر كلمة اخرى فانهم يَخْتَلِفُونَ فِي زِيَادَة التَّمْكِين لحرف الْمَدّ هُنَاكَ فَابْن كثير وقالون بِخِلَاف عَنهُ وابو شُعَيْب وَغَيره عَن اليزيدي يقصرون حرف الْمَدّ فَلَا يزيدونه تمكينا على مَا فِيهِ من الْمَدّ الَّذِي لَا يُوصل اليه الا بِهِ وَذَلِكَ نَحْو قَوْله عز وَجل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك و فِي آيَاتنَا يَا أَيهَا النَّاس و هَؤُلَاءِ و قَالُوا آمنا وَشبهه وَهَؤُلَاء اقصر مدا فِي الضَّرْب الاول الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَالْبَاقُونَ يطوفون حرف الْمَدّ فِي ذَلِك زِيَادَة واطولهم مدا فِي الضربين جَمِيعًا ورش وَحَمْزَة ودونهما عَاصِم ودونه ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ ودونهما ابو عَمْرو من طَرِيق اهل الْعرَاق وقالون من طَرِيق ابي نشيط بِخِلَاف عَنهُ وَهَذَا كُله على التَّقْرِيب من غير افراط وانما هُوَ على مِقْدَار مذاهبهم فِي التَّحْقِيق والحدر وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. --التیسیر فی القرائات السبع، صص۳۴- ۳۵--
اعْلَم ان حَمْزَة وَالْكسَائِيّ كَانَا يميلان كل مَا كَانَ من الاسماء والافعال من ذَوَات الْيَاء فالاسماء نَحْو قَوْله عزوَجل مُوسَى و عِيسَى و يحيي و الْمَوْتَى و طُوبَى و إِحْدَى و كسَالَى و أسرى و يتامى و فُرَادَى و النَّصَارَى و الْأَيَامَى و الحوايا و بشرى و ذكرى وسيمى و ضيزى وَشبهه مِمَّا الفه للتأنيث وَكَذَلِكَ الْهدى و الْعمي و وَالضُّحَى و الزِّنَى و ومأواه و مأواكم و مثواه و مثواكم وَمَا كَانَ مثله من الْمَقْصُور وَكَذَلِكَ الْأَدْنَى و أزكى و أولي و الْأَعْلَى وَشبهه من الصِّفَات والافعال نَحْو قَوْله تَعَالَى أَبى و سعى و زكىو فسوى و يخفى و تهوى و يرضى وَشبهه مِمَّا الفه منقلبة من يَاء وَكَذَلِكَ امالا إِنِّي الَّتِي بِمَعْنى«كَيفَ» نَحْو قَوْله أَنى شِئْتُم و أَنى لَك وَشبهه وَكَذَلِكَ مَتى و بلَى و عَسى حَيْثُ وَقع وَكَذَلِكَ مَا اشبهه مِمَّا هُوَ مرسوم فِي الْمَصَاحِف بِالْيَاءِ مَا خلا خمس كلم وَهن حَتَّى و لَدَى و على و إِلَى و مَا زكى فانهن مفتوحات باجماع.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص ۴۵--
وَ[قَرَأَ ابو عَمْرو] مَا كَانَ رَأس آيَة فِي سُورَة اواخر آيها على يَاء اَوْ هَاء الف اَوْ كَانَ على وزن فَعلى اَوْ فُعلى اَوْ فِعلى بِفَتْح الْفَاء وَكسرهَا وَضمّهَا وَلم يكن فِيهِ رَاء بَين اللَّفْظَيْنِ وَمَا عدا ذَلِك بِالْفَتْح وَقَرَأَ ورش جَمِيع ذَلِك بَين اللَّفْظَيْنِ الا مَا كَانَ من ذَلِك فِي سُورَة اواخر آيها على هَاء الف فانه اخلص الْفَتْح فِيهِ على خلاف بَين اهل الاداء فِي ذَلِك هَذَا اذا لم يكن فِي ذَلِك رَاء وَهَذَا الَّذِي لَا يُوجد نَص بِخِلَافِهِ عَنهُ. --التیسیر فی القرائات السبع، ص ۴۶)
وَاخْتلفُوا فِي الْمَدّ للهمز. فَقَالَ أَحْمد بن يزِيد عَن قالون عَن نَافِع إِنَّه كَانَ لَا يمد حرفا لحرف وَكَانَ يُمكن الْيَاء الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا كسرة مثل وَفِي أَنفسكُم الذاريات ٢١ وَالْألف الَّتِي بعْدهَا همزَة مثل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك الْبَقَرَة ٤ وَالْوَاو الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا ضمة مثل قَالُوا آمنا الْبَقَرَة ١٤ وَلَا تَعْتَدوا إِن الله الْبَقَرَة ١٩٠ حَتَّى يتم الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف من غير مد. فَإِذا كَانَت الْهمزَة من الْكَلِمَة مثل من السَّمَاء مَاء الْبَقَرَة ٢٢ وجفَاء الرَّعْد ١٧ وغثاء الْمُؤْمِنُونَ ٤١ وسيئت الْملك ٢٢ وَجِيء بالنبيين الزمر ٦٩ ولتنوء بالعصبة الْقَصَص ٧٦ وتبوء بإثمي الْمَائِدَة ٢٩ السوأى أَن الرّوم ١٠ وأَضَاء لَهُم الْبَقَرَة ٢٠ وَمَا أشبه ذَلِك مد الْحُرُوف مدا وسطا بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَلَا يهمز همزا شَدِيدا وَلَا يسكت على الْيَاء وَالْألف وَالْوَاو الَّتِي قبل الْهمزَة وَإِذا مدهن يصل الْمَدّ بِالْهَمْز ويمد ويحقق الْقِرَاءَة وَلَا يشدد وَيقرب بَين الْمَمْدُود وَغير الْمَمْدُود وَكَذَلِكَ كَانَ مَذْهَب ابْن كثير وَأبي عَمرو
وَأما عَاصِم فَلم يرو لنا أَن أحدا قَرَأَ على أبي بكر وَأخذ النَّاس الْقِرَاءَة عَنهُ بعد أبي بكر غير أبي يُوسُف الْأَعْشَى فَذكر أَنه كَانَ يمد مدا وَاحِدًا فِي كل الْحُرُوف لَا يفضل حرفا على حرف فِي مد وَكَانَ مده مشبعا ويسكت بعد الْمَدّ سكتة ثمَّ يهمز. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۴--
وَكَانَ حَمْزَة يُمَيّز فِي الْمَدّ بَين الهمزتين المتفقتين المرفوعتين والمفتوحتين والمخفوضتين
وَقَالَ خلف عَن سليم أطول الْمَدّ عِنْد حَمْزَة مَا كَانَ مثل تِلْقَاء أَصْحَاب الْأَعْرَاف ٤٧ وجَاءَ أحدهم الْمُؤْمِنُونَ ٩٩ وَكَذَلِكَ مَا أَتَى من الْهَمْز مَفْتُوحًا وَإِن كَانَ همزَة وَاحِدَة مثل يَا أَيهَا الْبَقَرَة ٢١ قَالَ وَالْمدّ الَّذِي دون ذَلِك خَائِفين الْبَقَرَة ١١٤ وَالْمَلَائِكَة الْبَقَرَة ٣١ ويَا بني إِسْرَائِيل الْبَقَرَة ٤٠ وأقصر الْمَدّ أُولَئِكَ الْبَقَرَة ٥. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۵--
وَأما الْكسَائي فَإِن مده كُله كَانَ وسطا بَين ذَلِك وَلَا يسكت على الْمَدّ قبل الْهمزَة وَمذهب ابْن عَامر كمذهب الْكسَائي فِي ذَلِك كُله. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۶--
و وَاخْتلفُوا فِي قَوْله بِالْهدى فَكَانَ نَافِع لَا يفتح ذَوَات الْيَاء وَلَا يكسر مثل قَوْله الْهدى والْهوى النِّسَاء ١٣٥ والْعمي فصلت ١٧ واسْتَوَى الْبَقَرَة ٢٩ وَأعْطى . . وأكدى النَّجْم ٣٤ وَمَا أشبه ذَلِك. كَانَت قِرَاءَته وسطا فِي ذَلِك كُله. وَكَذَلِكَ يحيي ومُوسَى وعِيسَى والْأُنْثَى ولليسرى وللعسرى و رءا و نئا. وَقَالَ الْمسَيبِي كَانَ نَافِع يفتح ذَلِك كُله. وَالْأول قَول قالون وورش عَن نَافِع. وَكَانَ ابْن كثير يفتح ذَلِك كُله مثل نَافِع.وَأما أَبُو عَمْرو فَكَانَ يقْرَأ من ذَلِك مَا كَانَ فِي رُءُوس الْآي بَين الْكسر وَالْفَتْح مثل آيَات سُورَة طه والنجم وعبس وَتَوَلَّى وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا يغشى وَالشَّمْس وَضُحَاهَا . . ودحاها . . وطحاها فَإِذا لم يكن رَأس آيَة فتح مثل قضى أَجَلًا الْأَنْعَام ٢ والْهدى واسْتَوَى إِلَى السَّمَاء الْبَقَرَة ٢٩ وأزكى لكم الْبَقَرَة ٢٣٢ وفسواهن الْبَقَرَة ٢٩ وأَحْيَا فَإِنَّهُ بِالْفَتْح كُله. وَإِذا كَانَ اسْما مؤنثا على وزن فعلى مثل ذكرى الْأَنْعَام ٦٨ وضيزى النَّجْم ٢٢ أَو فعلى مثل الدُّنْيَا الْبَقَرَة ٨٥ ولليسرى الْأَعْلَى ٨ اَوْ فعلى مثل شَتَّى طه ٥٣ وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ بَين الْكسر وَالْفَتْح. وَإِذا كَانَت رَاء بعْدهَا همزَة وَبعد الْهمزَة يَاء كسر الْهمزَة وَفتح الرَّاء مثل رءاكوكبا الْأَنْعَام ٧٦ ورأى أَيْديهم هود ٧٠. وَإِذا جَاءَت رَاء بعْدهَا يَاء كسر الرَّاء مثل فَهَل ترى الحاقة ٨ وَيرى والنصرى وَأرى. فَإِذا سَقَطت الْيَاء فِي الْوَصْل لساكن لقيها لم يمل الرَّاء مثل حَتَّى نرى الله جهرة الْبَقَرَة ٥٥ والنَّصَارَى الْمَسِيح التَّوْبَة ٣٠ وترى الَّذين الزمر ٦٠ لِأَن الإمالة إِنَّمَا كَانَت من أجل الْيَاء فَلَمَّا زَالَت الْيَاء زَالَت الإمالة. وروى عَبَّاس بن الْفضل وَعبد الْوَارِث عَن أبي عَمْرو إمالة ذَلِك كُله وَإِن سَقَطت الْيَاء وَالْمَعْرُوف عَنهُ ترك الإمالة فِي مثل حَتَّى نرى الله.
وَكَانَ أَبُو بكر يروي عَن عَاصِم فتح ذَلِك كُله إِلَّا رءا ورمى و رءاه و نئا فِي سُورَة بني إسراءيل آيَة ٨٣ وَفتح نئا الَّتِي فِي السَّجْدَة ويميل أعمى فِي الْإِسْرَاء ٧٢ وَفِي كل الْقُرْآن. فَإِذا سَقَطت الْيَاء فِي الْوَصْل لساكن لقيها أمال وَالرَّاء وَفتح الْهمزَة مثل رءا الْقَمَر الْأَنْعَام ٧٧ و رءا الشَّمْس الْأَنْعَام ٧٨. وروى خلف عَن يحيى بن آدم عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه كَانَ يمِيل الرَّاء والهمزة من قَوْله رءا الشَّمْس و رءا الْقَمَر و رءا الَّذين ظلمُوا النَّحْل ٨٥ وَمَا كَانَ مثله. وَكَانَ غير خلف يروي عَن يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بِفَتْح الْهمزَة بعد كسرة الرَّاء مثل حَمْزَة. وَأما حَفْص فَكَانَ يفتح فِي رِوَايَته عَن عَاصِم ذَلِك كُله وَلَا يمِيل إِلَّا مجْراهَا هود ٤١ فَإِنَّهُ أمالها. --السبعة فی القرائات، صص ۱۴۵- ۱۴۶--
وَكَانَ حَمْزَة يمِيل ذَوَات الْيَاء مثل أعْطى وَاتَّقَى اللَّيْل ٥ واسْتَوَى وَمَا أشبه ذَلِك وأمات وَأَحْيَا النَّجْم ٤٤ وَلَا يمِيل أَحْيَا وَلَا أحياكم إِلَّا إِذا كَانَ قبل الْفِعْل وَاو ويميل عِيسَى ومُوسَى ويحيي وَلَا يمِيل ذَوَات الْوَاو مثل قَوْله وَاللَّيْل إِذا سجى الضُّحَى ٢ ودحاها النازعات ٣٠ وطحاها الشَّمْس ٦ وتَلَاهَا الشَّمْس ٢ ويميل ذَلِكُم أزكى لكم والْأَعْلَى وكل فعل من ذَوَات الْوَاو زيد فِي أَوله ألف فَإِنَّهُ يميله.
وَكَانَ الْكسَائي يمِيل ذَلِك كُله ويميل فأحياكم وأمات وَأَحْيَا ويميل ذَوَات الْوَاو إِذا كن مَعَ ذَوَات الْيَاء فِي مثل سُورَة وَالشَّمْس وَضُحَاهَا وَسورَة الضُّحَى لَا يفتح مِنْهُمَا شَيْئا وَكَذَلِكَ دحها.واتفقنا يَعْنِي حَمْزَة وَالْكسَائِيّ على ترك الإمالة فِي قَوْله تَعَالَى ثمَّ دنا النَّجْم ٨ ومَا زكا مِنْكُم النُّور ٢١ ودَعَا آل عمرَان ٣٨ وعَفا الْبَقَرَة ١٨٧ وَمَا أشبه ذَلِك. وَابْن عَامر يفتح ذَلِك كُله. --السبعة فی القرائات، ۱۴۷--