اسكن الهمزة فيها ابو عمرو. إلا المعدل وسحارة من طريق الجرمي، وابن مجاهد فكلهم خففوا الهمزة فيها. الا أبا طاهر عن ابن مجاهد عن إسماعيل فانه قلبها ياء.
(التبيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۲۴۳)
قرأ أبو عمرو بارئكم ويأمركم وينصركم باختلاس الحركة وروي عنه السكون أيضا والباقون بغير اختلاف ولا تخفيف.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۲۳۶)
حجّت
قال أبو علي حروف المعجم على ضربين ساكن ومتحرك والساكن على ضربين (أحدهما) ما أصله السكون في الاستعمال والآخر ما أصله الحركة فما أصله الحركة يسكن على ضربين (أحدهما) أن تكون حركة بناء والآخر أن تكون حركة إعراب وحركة البناء تسكن على ضربين (أحدهما) أن يكون الحرف المسكن من كلمة مفردة نحو فخذ وسبع وإبل وضرب وعلم فمن خفف قال فخذ وسبع وإبل وضرب وعلم والآخر أن يكون من كلمتين فيسكن على تشبيه المنفصل بالمتصل نحو قراءة من قرأ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فمن ثم أدغم نحو رد وفر وعض كما أدغموا نحو يرد ويفر ويعض واعلم أن الحركات التي تكون للبناء والإعراب قد يستعملون في الضمة والكسرة منها الاختلاس والتخفيف كما يستعملون الإشباع والتمطيط فأما الفتحة فليس فيها الإشباع فقط ولم يخفف نحو جبل كما خفف مثل سبع وكتف وعلى هذا المذهب حمل سيبويه قول أبي عمرو إلى بارئكم فذهب إلى أنه اختلس الحركة ولم يشبعها فهو بزنة حرف متحرك فمن روي عن أبي عمرو الإسكان في هذا النحو فلعله سمعه يختلس فحسبها إسكانا لضعف الصوت به والخفاء وعلى هذا قوله ولا يأمركم وغيره.
(مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۱، ص۲۳۶)
قرأ الجمهور: بظهور حركة الإعراب في بارئكم، وروي عن أبي عمرو: الاختلاس، روى ذلك عنه سيبويه، وروى عنه:الإسكان، وذلك إجراء للمنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة، فإنه يجوز تسكين مثل إبل، فأجرى المكسوران في بارئكم مجرى إبل، ومنع المبرد التسكين في حركة الإعراب، وزعم أن قراءة أبي عمرو لحن، وما ذهب إليه ليس بشيء، لأن أبا عمرو لم يقرأ إلا بأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ولغة العرب توافقه على ذلك، فإنكار المبرد لذلك منكر، قال الفارسي: أما حركة البناء فلم يختلف النحاة في جواز تسكينها، ومما يدل على صحة قراءة أبي عمرو ما حكاه أبو زيد من قوله تعالى: وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ. وقراءة مسلمة بن محارب: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ. وذكر أبو عمرو: أن لغة تميم تسكين المرفوع من يعلمه ونحوه، ومثل تسكين بارئكم، قراءة حمزة، وَمَكْرَ السَّيِّئِ. وقرأ الزهريّ: باريكم، بكسر الياء من غير همز، وروي ذلك عن نافع. ولهذه القراءة تخريجان أحدهما: أن الأصل الهمز، وأنه من برأ، فخففت الهمزة بالإبدال المحض على غير قياس، إذ قياس هذا التخفيف جعلها بين بين. والثاني:أن يكون الأصل باريكم، بالياء من غير همز، ويكون مأخوذا من قولهم: بريت القلم، إذا أصلحته، أو من البري: وهو التراب، ثم حرك حرف العلة، وإن كان قياسه تقديرا لحركة في مثل هذا رفعا وجرا وقرأ قتادة فيما نقل المهدوي وابن عطية والتبريزي وغيرهم: فأقيلوا أنفسكم، وقال الثعلبي: قرأ قتادة: فاقتلوا أنفسكم. فأما فأقيلوا، فهو أمر من الإقالة.
(البحر المحيط في التفسير، ج۱، ص۳۳۳)
وَاخْتلفُوا فِي كسر الْهمزَة واختلاس حركتها وإشباعها فِي قَوْله إِلَى بارئكم فَكَانَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ يكسرون الْهمزَة من غير اختلاس وَلَا تَخْفيف وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فَقَالَ عَبَّاس بن الْفضل سَأَلت أَبَا عَمْرو كَيفَ تقْرَأ إِلَى بارئكم مَهْمُوزَة مثقلة أَو إِلَى بارئكممُخَفّفَة فَقَالَ قراءتي بارئكممَهْمُوزَة غير مثقلة وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث عَنهُ بارئكم فَلَا يجْزم الْهمزَة وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ كَانَ أَبُو عَمْرو يختلس الْحَرَكَة من بارئكم ويَأْمُركُمْ الْبَقَرَة ۶۷ وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا تتوالى فِيهِ الحركات فَيرى من سَمعه أَنه قد أسكن وَلم يكن يسكن وَهَذَا مثل رِوَايَة عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ الَّتِي ذكرتها أَنه كَانَ لَا يثقلها--السبعة فی القرائات، ۱۵۴ -۱۵۵--
واختلفوا في الميم فكان ابن كثير يصل الميم بواو انضمت الهاء قبلها أو انكسرت فيقول عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين (فاتحة الكتاب ۷) وعلى قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشوة (البقرة ۷). -- السبعة فی القرائات، ص۱۰۸--