فاذا كَانَت الْهمزَة اول كلمة وحرف الْمَدّ آخر كلمة اخرى فانهم يَخْتَلِفُونَ فِي زِيَادَة التَّمْكِين لحرف الْمَدّ هُنَاكَ فَابْن كثير وقالون بِخِلَاف عَنهُ وابو شُعَيْب وَغَيره عَن اليزيدي يقصرون حرف الْمَدّ فَلَا يزيدونه تمكينا على مَا فِيهِ من الْمَدّ الَّذِي لَا يُوصل اليه الا بِهِ وَذَلِكَ نَحْو قَوْله عز وَجل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك و فِي آيَاتنَا يَا أَيهَا النَّاس و هَؤُلَاءِ و قَالُوا آمنا وَشبهه وَهَؤُلَاء اقصر مدا فِي الضَّرْب الاول الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَالْبَاقُونَ يطوفون حرف الْمَدّ فِي ذَلِك زِيَادَة واطولهم مدا فِي الضربين جَمِيعًا ورش وَحَمْزَة ودونهما عَاصِم ودونه ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ ودونهما ابو عَمْرو من طَرِيق اهل الْعرَاق وقالون من طَرِيق ابي نشيط بِخِلَاف عَنهُ وَهَذَا كُله على التَّقْرِيب من غير افراط وانما هُوَ على مِقْدَار مذاهبهم فِي التَّحْقِيق والحدر وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. --التیسیر فی القرائات السبع، صص۳۴- ۳۵--
وَاخْتلفُوا فِي الْمَدّ للهمز. فَقَالَ أَحْمد بن يزِيد عَن قالون عَن نَافِع إِنَّه كَانَ لَا يمد حرفا لحرف وَكَانَ يُمكن الْيَاء الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا كسرة مثل وَفِي أَنفسكُم الذاريات ٢١ وَالْألف الَّتِي بعْدهَا همزَة مثل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك الْبَقَرَة ٤ وَالْوَاو الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا ضمة مثل قَالُوا آمنا الْبَقَرَة ١٤ وَلَا تَعْتَدوا إِن الله الْبَقَرَة ١٩٠ حَتَّى يتم الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف من غير مد. فَإِذا كَانَت الْهمزَة من الْكَلِمَة مثل من السَّمَاء مَاء الْبَقَرَة ٢٢ وجفَاء الرَّعْد ١٧ وغثاء الْمُؤْمِنُونَ ٤١ وسيئت الْملك ٢٢ وَجِيء بالنبيين الزمر ٦٩ ولتنوء بالعصبة الْقَصَص ٧٦ وتبوء بإثمي الْمَائِدَة ٢٩ السوأى أَن الرّوم ١٠ وأَضَاء لَهُم الْبَقَرَة ٢٠ وَمَا أشبه ذَلِك مد الْحُرُوف مدا وسطا بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَلَا يهمز همزا شَدِيدا وَلَا يسكت على الْيَاء وَالْألف وَالْوَاو الَّتِي قبل الْهمزَة وَإِذا مدهن يصل الْمَدّ بِالْهَمْز ويمد ويحقق الْقِرَاءَة وَلَا يشدد وَيقرب بَين الْمَمْدُود وَغير الْمَمْدُود وَكَذَلِكَ كَانَ مَذْهَب ابْن كثير وَأبي عَمْرو. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۴--
وَأما عَاصِم فَلم يرو لنا أَن أحدا قَرَأَ على أبي بكر وَأخذ النَّاس الْقِرَاءَة عَنهُ بعد أبي بكر غير أبي يُوسُف الْأَعْشَى فَذكر أَنه كَانَ يمد مدا وَاحِدًا فِي كل الْحُرُوف لَا يفضل حرفا على حرف فِي مد وَكَانَ مده مشبعا ويسكت بعد الْمَدّ سكتة ثمَّ يهمز. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۴--
وَكَانَ حَمْزَة يُمَيّز فِي الْمَدّ بَين الهمزتين المتفقتين المرفوعتين والمفتوحتين والمخفوضتين
وَقَالَ خلف عَن سليم أطول الْمَدّ عِنْد حَمْزَة مَا كَانَ مثل تِلْقَاء أَصْحَاب الْأَعْرَاف ٤٧ وجَاءَ أحدهم الْمُؤْمِنُونَ ٩٩ وَكَذَلِكَ مَا أَتَى من الْهَمْز مَفْتُوحًا وَإِن كَانَ همزَة وَاحِدَة مثل يَا أَيهَا الْبَقَرَة ٢١ قَالَ وَالْمدّ الَّذِي دون ذَلِك خَائِفين الْبَقَرَة ١١٤ وَالْمَلَائِكَة الْبَقَرَة ٣١ ويَا بني إِسْرَائِيل الْبَقَرَة ٤٠ وأقصر الْمَدّ أُولَئِكَ الْبَقَرَة ٥. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۵--
وَأما الْكسَائي فَإِن مده كُله كَانَ وسطا بَين ذَلِك وَلَا يسكت على الْمَدّ قبل الْهمزَة وَمذهب ابْن عَامر كمذهب الْكسَائي فِي ذَلِك كُله. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۶--