كَانَ ابْن كثير يصل هَاء الْكِنَايَة عَن الْوَاحِد الْمُذكر اذا انضمت وَسكن مَا قبلهَا بواو واذا انْكَسَرت وَسكن مَا قبلهَا بياء فاذا وقف حذف تِلْكَ الصِّلَة لِأَنَّهَا زِيَادَة وَسَوَاء كَانَ ذَلِك السَّاكِن حرف صِحَة اَوْ حرف عِلّة فالمضمومة نَحْو عقلوهو و شروهو و فاجتباهو و فليصمهو و فبشرهو و منهو و عنهو وَشبهه والمكسورة نَحْو لاخيهى و ابيهى و تؤيهى و فيهى و أبويهى و اليهى وَشبهه وَهَذَا اذا لم تلق الْهَاء سَاكِنا نَحْو يُعلمهُ الله و عَنهُ السوء فَأرَاهُ الْآيَة و آتَاهُ الله و عَلَيْهِ الله وَشبهه الا قَوْله عَنهُ تلهى فِي مَذْهَب البزى فانه يصل الْهَاء بواو مَعَ تَشْدِيد التَّاء بعْدهَا لَان التَّشْدِيد عَارض وَالْبَاقُونَ يختلسون الضمة والكسرة فِي حَال الْوَصْل فِيمَا تقدم وَكلهمْ يصل الْمَكْسُورَة بياء والمضمومة بواو اذا تحرّك مَا قبلهَا حَيْثُ وَقع وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
(التیسیر فی القرائات السبع، ص۳۴)
قرأ نافع فيه هدى وعليه إنه (البقرة ۳۷) وما أنسانيه إلا (الكهف ۶۳) وما أشبه ذلك إذا كان قبل الهاء ياء ساكنة حركها حركة مختلسة من غير أن يبلغ بها الياء. وإذا كان قبلها واو ساكنة مثل ندعوه إنه (الطور ۲۸) أو ألف مثل اجتبه وهديه (النحل ۱۲۱) ضم الهاء ضما من غير أن يبلغ بالضمة الواو. وإذا كان قبل الهاء حرف غير الياء والواو والألف وهو ساكن حرك الهاء أيضا حركة خفيفة من غير بلوغ واو مثل منه وعنه إلا قوله وأشركه في أمري (طه ۳۲) فإن المسيبي روى عنه الصلة بالواو في هذا الحرف وحده. وروى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع أنه كان يصل الهاء من عليه بياء في مثل قوله كتب عليه أنه من تولاه (الحج۴) وكذلك روى الكسائي عن إسماعيل ابن جعفر عن نافع في قوله عليه أنه كان يصل الهاء بياء في كل القرآن. فإن كان ما قبل الهاء متحركا وكانت الحركة كسرة كسر الهاء ووصلها ياء كقوله و أمه وصحبته (عبس ۳۵ و۳۶) وكتبه ورسله (البقرة ۲۸۵) وما أشبه ذلك. وإذا كانت الحركة قبل الهاء ضمة ضمها ووصل الهاء بواو مثل قوله فإن الله يعلمه (البقرة ۲۷۰) وفهو يخلفه وهو خير الرازقين (سبأ ۳۹) وكذلك إن كانت الحركة قبل الهاء فتحة مثل قوله خلقه فقدره يسره فأقبره . . أنشره . . أمره (عبس نهايات الآيات ۱۸ - ۲۳) وما أشبه ذلك يصل ذلك كله بواو ويقف بغير واو . وأما الهاء المتصلة بالفعل المجزوم مثل قوله يؤده إليك (آل عمران ۷۵) ونوله ما تولى ونصله جهنم (النساء ۱۱۵) وأرجه وأخاه (الأعراف ۱۱۱) ويتقه فأولئك (النور ۵۲) وفألقه إليهم (النمل ۲۸) و يرضه لكم (الزمر ۷) وخيرا يره . . وشرا يره (الزلزلة ۷ و۸) فيأتي في موضعه من آل عمران إن شاء الله وكذلك مذهب أبي عمرو وعاصم إلا في قوله وما أنسنيه (الكهف ۶۳) فإن أبا بكر بن عياش وحفصا اختلفا فيه عن عاصم فروى أبو بكر عن عاصم وما أنسنيه بكسر الهاء من غير بلوغ ياء. ومثله بما عهد عليه الله (الفتح ۱۰) ويخلد فيه مهانا (الفرقان ۶۹) وروى حفص عن عاصم أنسنيه إلا بضم الهاء من غير بلوغ واو وكذلك عليه الله فضم حفص الهاء في هذا الموضع وكسرها أبو بكر في سائر القرآن. وأما قوله ويخلد فيه مهانا فإن حفصا روى عن عاصم أنه وصل الهاء بياء وحذفها أبو بكر عن عاصم. وهو مذهب أبي عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر. وأما ابن كثير فكان يصل الهاء في ذلك كله كان قبلها ياء أو واو أو ألف أو حرف ساكن أو متحرك فيقول فيه هدى وإليه وعليه ولديه واجتبه وهديه وما أنسنيه إلا ومنه وعنه وكل ما كان مثله في القرآن كله. -- السبعة فی القرائات، صص۱۳۰-۱۳۲--