قرأ ابن كثير وحده هاهنا عما يعملون بالياء والباقون بالتاء واختلفوا في قوله تعالى وما الله بغافل عما تعملون ووما ربك بغافل عما تعملون قرأهما أبو جعفر وحده بالتاء في كل القرآن إلا في الأنعام وقرأ ابن عامر بالياء في كل القرآن وقرأ حمزة والكسائي الأول بالتاء والثاني بالياء في كل القرآن واختلف عن ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو. (انظر: البقرة، ۷۴)
حجّت
قال أبو علي القول في ذلك أن ما كان قبله خطاب جعل بالتاء ليكون الخطاب معطوفا على خطاب كقوله ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ثم قال عَمَّا تَعْمَلُونَ بالتاء ولو كان بالياء على لفظ الغيبة أي وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء أيها المسلمون لكان حسنا وإن كان الذي قبله غيبة حسن أن يجعل على لفظ الغيبة ويجوز فيه الخطاب أيضا ووجه ذلك أن يجمع بين الغيبة والخطاب فيغلب الخطاب على الغيبة كتغليب المذكر على المؤنث أ لا ترى أنهم قدموا الخطاب على الغيبة في باب الضمير وهو موضع ترد فيه الأشياء إلى أصولها نحو تك في نحو قوله (فلا تك ما أسأل ولا أغاما) فلما قدموا المخاطب على الغائب فقالوا أعطاكه ولم يقولوا أعطاهوك علم أنه أقدم في الرتبة فإذا كان الأمر على هذا فالخطاب في هذا النحو يعني به الغيب والمخاطبون فيغلب الخطاب على الغيبة ويجوز فيه وجه آخر وهو أن يراد به وقل لهم أيها النبي ما الله بغافل عما تعملون والله أعلم. (انظر: البقرة،۷۴)
وقرئ يعملون بالتاء والياء. وهذا التكرير لتأكيد أمر القبلة وتشديده. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج۱، ص۲۰۶--
وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤) فِي التَّاء وَالْيَاء فَقَرَأَ ابْن كثير كل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ إِلَّا ثَلَاثَة أحرف قَوْله وَإِن مِنْهَا لما يهْبط من خشيَة الله وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ (الْبَقَرَة ٧٤) بِالْيَاءِ وَكَذَلِكَ يردون إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ (الْبَقَرَة ٨٥) بِالْيَاءِ
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ (الْبَقَرَة ١٤٤) بِالْيَاءِ. وَقَرَأَ مَا كَانَ من قَوْله وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ (الْأَنْعَام ١٣٢) و(النمل ٩٣) بِالْيَاءِ وَقَرَأَ نَافِع حرفين من هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف بِالْيَاءِ قَوْله: (إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغفل عَمَّا يعْملُونَ) بِالْيَاءِ وَقَوله ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ
وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ وَقَرَأَ قَوْله وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ حرفان فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل فَإِنَّهُمَا عِنْده بِالتَّاءِ وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا. وَقَرَأَ ابْن عَامر كل مَا جَاءَ فِي الْقُرْآن من قَوْله وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ. وَقَرَأَ فِي سُورَة الْأَنْعَام وَآخر سُورَة هود وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة النَّمْل وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالْيَاءِ كَذَا فِي كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان وَرَأَيْت فِي كتاب مُوسَى بن مُوسَى الْخُتلِي عَن ابْن ذكْوَان بِالتَّاءِ أَيْضا فِي آخر النَّمْل وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر ذَلِك كُله بِالتَّاءِ وَمَا الله بغافل وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ. وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ فِي موضِعين بِالْيَاءِ قَوْله إِلَى أَشد الْعَذَاب وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ وَقَوله ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ مثل نَافِع وكل مَا فِي الْقُرْآن من قَوْله وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ فَهُوَ بِالْيَاءِ هَذَا قَول أبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِموَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة ليعلمون أَنه الْحق من رَبهم وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ هَذِه وَحدهَا وَسَائِر الْقُرْآن بِالتَّاءِ وَقَالَ حَفْص قَرَأَ عَاصِم فِي سُورَة الْأَنْعَام وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ (الْأَنْعَام ١٣٢) بِالْيَاءِ. وَقَرَأَ فِي آخر سُورَة هود وَآخر سُورَة النَّمْل وَمَا رَبك بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ مثل نَافِع. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو فِي رَأس الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة وَالتسع وَالْأَرْبَعِينَ وَالْمِائَة وَمَا الله بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ وَسَائِر الْقُرْآن من قَوْله وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ بِالتَّاءِ وَقَرَأَ وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ فِي كل الْقُرْآن. وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ كل مَا كَانَ من قَوْله وَمَا رَبك بغافل عَمَّا يعْملُونَ بِالْيَاءِ وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ$$ بِالتَّاءِ. --السبعة، صص۱۶۰-۱۶۲--