قرأ أبوعمرو وابن كثير لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة بالنصب فيها أجمع. والباقون بالضم. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۳۰۵--
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة بالفتح فيها أجمع وفي سورة إبراهيم لا بيع فيه ولا خلال وفي الطور لا لغو فيها ولا تأثيم وقرأ الباقون جميعها بالرفع. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۶۲۴--
حجّت
قال أبو علي أما من فتح بلا تنوين فإنه جعله جواب هل فيها من لغو أو تأثيم ومن رفع جعله جواب أ فيها لغو أو تأثيم وقد ذكرنا صدرا من القول على النفي فيما تقدم والمعنيان متقاربان في أن النفي يراد به العموم والكثرة في القراءتين يدل على ذلك قول أمية:
فلا لغو ولا تأثيم فيها
أ لا ترى أنه يريد من نفي اللغو وإن كان قد رفعه ما يريد بنفي التأثيم الذي فتحه ولم ينونه فإن جعلت قوله فيها خبرا أضمرت للأول خبرا وإن جعلته صفة أضمرت لكل واحد من الاسمين خبرا. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۶۲۴--
وقرأ ابن كثير، ويعقوب، وأبوعمرو: بفتح الثلاثة من غير تنوين، وكذلك لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ في إبراهيم و: لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ في الطور وقرأ الباقون جميع ذلك بالرفع والتنوين. --البحر المحيط فى التفسير، ج۲، ص۶۰۶--
وَاخْتلفُوا فِي الرّفْع وَالنّصب من قَوْله لَا بيع فِيهِ وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة ۲۵۴ فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو لَا بيع فِيهِ وَلَا خلة وَلَا شُفْعَة بِالنّصب فِي كل ذَلِك بِلَا تَنْوِين وَفِي سُورَة إِبْرَاهِيم لَا بيع فِيهِ وَلَا خلل ۳۱ مثله وَفِي الطّور لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تأثيم ۲۳ نصبا ذَلِك كُله وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ كل ذَلِك بِالرَّفْع والتنوين.--السبعةفی القرائات، ص۱۸۷--
وتدغم النُّون الساكنة والتنوين فِي الرَّاء وَاللَّام وَالْمِيم وَالْيَاء وَالْوَاو فالنون تُدْغَم فِي الرَّاء بِلَا غنة لم يخْتَلف فِي ذَلِك لقرب الرَّاء من النُّون مثل قَوْله من ربكُم الْبَقَرَة ١٠٥ وَعند الْيَاء بغنة وَبِغير غنة مثل قَوْله وَمن يَأْته مُؤمنا طه ٧٥ وَمن يولهم الْأَنْفَال ١٦ وبرق يجْعَلُونَ الْبَقَرَة ١٩ وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء بعيدَة من النُّون قَلِيلا وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ يدغمانها بغنة وَرَأَيْت أَصْحَاب حَمْزَة يَخْتَلِفُونَ وَأما ابْن كثير وَنَافِع فَلم أر أصحابهما يحصلون ذَلِك عِنْد اللَّام مثل قَوْله من لَدنه النِّسَاء ٤٠ ومسلمة لَا شية فِيهَا الْبَقَرَة ٧١ فَكَانَ قالون والمسيبي يحكيان عَن نَافِع نونا سَاكِنة فِي مسلمة تظهر عِنْد اللَّام وَهَذَا شَدِيد إِذا رمته وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ الْبَيَان كُله وَكَانَ أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ يحْكى عَن ورش وقالون الْإِدْغَام وَذَهَاب الغنة عَن نَافِع وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَلم أر من قَرَأت عَلَيْهِ عَن ابْن كثير يحصل هَذَا وَكَانَ ابْن عَامر يذهب إِلَى الْإِدْغَام مَعَ إبْقَاء الغنة وَعند الْمِيم مثل مِمَّن وَعَمن يدغم وَتبقى غنة النُّون المدغمة والتنوين مُشَاركَة لغنة الْمِيم المقلوبة للإدغام لِأَن الْمِيم لَهَا غنة من الْأنف وَمن أجل الغنة أدغمت النُّون فِي الْمِيم لِأَنَّهَا أُخْتهَا أَلا ترى أَنَّك تَقول الْمِيم فترى اللَّام وَتقول النُّون فترى اللَّام قد اندغمت فِي النُّون وبهذه الغنة يمْتَحن قرب الْحُرُوف من الْحُرُوف فَلَا يقدر أحد أَن يَأْتِي بعمن بِغَيْر غنة لعِلَّة غنة الْمِيم وَأما الْوَاو فَمثل قَوْله من وَال الرَّعْد ١١ وحبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا عبس ٢٧، ٢٨، ٢٩ وَأما أشبه ذَلِك فَكَانَ الْكسَائي يدغم النُّون والتنوين فِي الْوَاو بغنة وَكَانَ خلف يروي عَن سليم عَن حَمْزَة إدغام ذَلِك بِغَيْر غنة وَكَانَ خَلاد يروي عَن سليم عَن حَمْزَة إدغام ذَلِك بغنة وَأَبُو عَمْرو يدغم ذَلِك بغنة وَكَذَلِكَ رَأَيْت أَصْحَاب نَافِع يَفْعَلُونَ وَأما أَصْحَاب عَاصِم فَذَلِك مَعْدُوم الرِّوَايَة فِيهِ عَن أبي بكر وَأما أَصْحَاب حَفْص فَلم أحفظ عَن أحد مِنْهُم تَحْصِيل ذَلِك وَكَانَ الْكسَائي يَقُول تُدْغَم النُّون والتنوين عِنْد أَرْبَعَة أحرف وَلم يذكر الْوَاو وَذكرهَا الْأَخْفَش وَالْقَوْل قَول الْأَخْفَش أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت من وَال فقد شددت الْوَاو وَلَا بُد من تشديدها إِذا وصلت وَإِنَّمَا التَّشْدِيد لدُخُول النُّون فِيهَا وَكَذَلِكَ التَّنْوِين فِي قَوْله حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا الْوَاو مُشَدّدَة. --السبعة فی القرائات، صص۱۲۶-۱۲۷--