وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: الله يستهزئ بهم، ولا والله خير الماكرين حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره؛ لأنه يحسُن الابتداء بقوله: الله يستهزئ بهم، على معنى: الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل الله يستهزئ بهم، ولم يعطفه على قالوا؛ لئلَّا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصًّا بحال خلوهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك. یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ صالح؛ ووصله أبين لمعنى المجازاة؛ إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام، كذا وجه أبو حاتم. --منار الهدی، ج۱، ص۶۲--
وأما وجه الوقف على مستهزءون فإنه معلوم أنَّ الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلومًا عرف منه معنى المجازاة، أي: يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم. وقيل معنى: الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيًا، وعلى الأول يكون تامًّا. --منار الهدی، ج۱، ص۶۲--
وقال السجستاني: لا أحب استئناف الله يستهزيء بهم ولا استئناف «والله خير الماكرين» [آل عمران: ٥٤] حتى أصله بما قبله. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۴۹۸--
قال أبو بكر: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۴۹۸--
بقوله: الله يستهزيء بهم على معنى: الله يجعلهم ويخطيء فعلهم كما تقول: إن فلانا ليستهزأ به مذ اليوم إذا فعل فعلاً عابه الناس وأنكروه عليه، فكان عيب الناس له بمنزلة الاستهزاء به، والدليل على هذا قوله تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها [آل عمران: ١٤٠] فالآيات لا تعقل الاستهزاء والسخرية إنما المعنى يكفر بها ويعاب. وقال أصحابنا: الله يستهزيء بهم معناه: يجازيهم على استهزائهم فيكون الاستهزاء والمكر والخديعة واقعة بهم. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۱، ص۱۹۹--
وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: الله يستهزئ بهم، ولا والله خير الماكرين حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره؛ لأنه يحسُن الابتداء بقوله: الله يستهزئ بهم، على معنى: الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل الله يستهزئ بهم، ولم يعطفه على قالوا؛ لئلَّا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصًّا بحال خلوهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك. یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ صالح؛ ووصله أبين لمعنى المجازاة؛ إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام، كذا وجه أبو حاتم. --منار الهدی، ج۱، ص۶۲--
وأما وجه الوقف على مستهزءون فإنه معلوم أنَّ الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلومًا عرف منه معنى المجازاة، أي: يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم. وقيل معنى: الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيًا، وعلى الأول يكون تامًّا. --منار الهدی، ج۱، ص۸۴--